“أصدقاء السبكي” يعيدون إحياء ألق حديقتهم
انطلاقا من محبتهم لحديقة السبكي وحزنهم على ما حل بها من عبث وتخريب بممتلكاتها، كانت فكرة إنشاء جمعية “أصدقاء حديقة السبكي”، التي أطلقها المغترب السوري تحسين الفقير لإعادة ألقها، وانضم إليه عددٌ ممكن يشاركونه التطلع ذاته..
ولأكثر من عام عمل أعضاء الجمعية على تحسين واقع الحديقة، قبل أن يحصلوا على الإشهار من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، ليعلنوا عن جمعيتهم في حفل استضافه المركز الثقافي العربي بأبو رمانة.
رئيس الجمعية، الدكتور غسان كركوتلي، وفي كلمة له خلال الحفل، عبر عن أهمية الحديقة مستعرضاً تاريخها وأهداف تأسيس الجمعية، وبين لـ”البعث ميديا” أن الأعضاء هم مجموعة من أهالي وسكان منطقة السبكي والمناطق المجاورة، الذين أعادوا زراعة الحديقة بالأشجار والورود، بعد تعرض أغلبها للفقد والتخريب..
وأكد كركوتلي أن الهدف من الجمعية تحسين البيئة وتطوير الحدائق، لافتا إلى أن الخطط التي تعمل عليها تتمثل بزراعة 200 شجرة ومئات الورود في الأحواض التي خُصصت من قبلهم لذلك، إضافة للقيام بحملات توعية تتعلق بالحفاظ على نظافة الحدائق وعلى أثاثها وممتلكاتها.
وعن خصوصية حديقة السبكي، أفادت رئيسة نشاطات الجمعية، هناء صليبي، بأنها أول حديقة أُنشأت في سورية وأغلب الأعضاء، البالغ عددهم حالياً 5500 شخص في دمشق والمغترب، عاشوا طفولتهم فيها، وهذا أيضاَ ما أكد عليه الأستاذ فواز النحلاوي، عضو بالجمعية، حيث لفت إلى أن الذكريات التي يحملها الجميع عن تلك الحديقة كانت الدافع ليساهموا بإحياء أزهارها وبطاتها ونوافيرها..
في حين رأى الأستاذ مازن ستوت، الذي كان له كلمة عن دور العمل الأهلي في حماية الحديقة ونظافتها، وهو من المؤسسيين، أن خطوتهم هي صرخة يقدمونها لترميم الذاكرة الدمشقية والسورية لهذا المعلم الجمالي، خاصة مع كثرة المظاهر السلبية ضمن الحديقة، التي تُعبر عن العمر الجميل للآباء والأجداد.
وقدمت مجموعات من الأطفال فقرات غنائية وراقصة في ختام الحفل، واللافت كان حضور عدد من ذوي الاحتياجات الخاصة، إذ إن أحد الأهداف التي تعمل الجمعية لتحقيقها هي تأمين مكان مناسب ليتمكن جميع الأطفال من اللعب، واختيارهم لذوي الاحتياجات بالتحديد جاء لتذكير المجتمع بأن هناك من هم بحاجة لمتنفسهم الخاصة، وهذا ما شدد عليه الدكتور كركوتلي، حيث بين أن الجمعية تعمل على تأمين مساحات تناسب أولئك الأطفال، من ملاعب ومراجيح وممرات ومقاعد ومياه نظيفة وغيرها..
وهذا الأمر لاقى تأييداً كبيراً لدى أعضاء الجمعية الذين التقينا بهم، ووفقاً لعضو لجنة النشاطات، ميسون أوط باشي، فإن الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة أمرٌ بغاية الأهمية، مشيرة إلى أنه من المفترض أن يكون لهم ألعاب مخصصة تنمي مواهبهم وتفرغ طاقاتهم.
وفي هذا السياق، شدد الأهالي، الذين حضروا الحفل ولديهم أبناء ذوي احتياجات خاصة، على أهمية الخطوات التي تقوم بها الجمعية، موضحين بأن أطفالهم لا يحبذون البقاء في المنزل بل الخروج واللعب، لكن ليس بإمكانهم مشاركة الآخرين بألعابهم، لذا من الضروري أن يُخصص لهم مساحة تناسب وضعهم.
ما يقوم به أعضاء الجمعية هو نتاج مجهود شخصي، كما عبر الدكتور كركوتلي، والخطوة اللاحقة هي التشبيك مع جمعيات أخرى بيئية لتشاركهم الاهتمام بالحديقة، أملاً بأن تتوسع نشاطاتهم لتشمل باقي الحدائق في دمشق والمحافظات الأخرى..
البعث ميديا || رغد خضور