اكتشاف فيروس كورونا جديد في بريطانيا يهدد البشر
اكتشف العلماء فيروس كورونا جديدا في الخفافيش البريطانية مرتبطا بـSars-CoV-2، المسبب لمرض “كوفيد-19”.
وجمعت باحثة من جامعة إيست أنجليا (UEA) المواد البرازية من عشرات الخفافيش الأصغر من حدوة الحصان، ووجد تسلسل الجينوم الفيروس التاجي غير المعروف سابقا في واحدة من 53 عينة.
وقالت الباحثة الجامعية إيفانا مورفي إنها تأمل ألا يقود الاكتشاف الناس إلى اضطهاد الخفافيش، مضيفة: “مثل كل الحيوانات البرية، إذا تُركت بمفردها، فإنها لا تشكل أي تهديد”.
ووقعت تسمية الفيروس، الذي حدده خبراء في الصحة العامة بإنجلترا، باسم RhGB01. وقال الخبراء إنه من غير المرجح أن تهدد البشر ما لم تتحور، ولا يوجد دليل على أنها قفزت إلينا حتى الآن.
وفيروسات كورونا هي عائلة من الكائنات الكروية المتشابهة مغطاة بمسامير بروتينية تسمح لها بالارتباط بالخلايا البشرية والحيوانية. وعلى الرغم من أنها عادة ما تسبب أمراضا طفيفة فقط، مثل نزلات البرد، إلا أن بعضها قد يكون مميتا، مثل سارس و”كوفيد-19″.
ويشار إلى أن RhGB01 هو فيروس كورونا ساربي (sarbecovirus)، ما يعني أنه مرتبط بسارس. وهو الفيروس الأول الذي يتم اكتشافه في كل من المملكة المتحدة والخفافيش الأصغر في حدوة الحصان.
وقالت ديانا بيل، من جامعة إيست أنجليا، إن الأنواع حملت على الأرجح RhGB01 لآلاف السنين، ولم يتم اكتشافها الآن إلا بسبب البحث الجديد. ودعت إلى مزيد من الدراسات حول أنواع مختلفة من الخفافيش وأنواع حيوانية أخرى.
وأضافت البروفيسورة بيل: “عثر على خفافيش حدوة الحصان في جميع أنحاء أوروبا وإفريقيا وآسيا وأستراليا، والخفافيش التي اختبرناها تقع في أقصى الغرب من مداها. كما عثر على فيروسات مماثلة في أنواع أخرى من خفافيش حدوة الحصان في الصين وجنوب شرق آسيا وأوروبا الشرقية. ويوسع بحثنا النطاق الجغرافي ونطاقات لهذه الأنواع من الفيروسات ويقترح وجودها بشكل واسع عبر أكثر من 90 نوعا من خفافيش حدوة الحصان”.
وتابعت: “تسلط النتائج التي توصلنا إليها الضوء على الحاجة إلى اختبار قوي للنمط الجيني لهذه الأنواع من الفيروسات في مجموعات الخفافيش حول العالم. كما تثير سؤالا مهما حول ما تحمله الحيوانات الأخرى لهذه الأنواع من الفيروسات”.
وأشار أندرو كننغهام، من جمعية علم الحيوان في لندن، إلى أن البشرية ربما استهانت بانتشار فيروسات كورونا ساربي، وبالتالي، احتمالية تحورها أو إعادة تركيبها في شكل يمكن أن يتخطى حاجز الأنواع إلى البشر عبر مضيفات وسيطة”.
وأوضح: “هذا الفيروس في المملكة المتحدة لا يمثل تهديدا للبشر لأن مجال ربط المستقبلات (RBD)، جزء الفيروس الذي يرتبط بالخلايا المضيفة لإصابتها، لا يتوافق مع القدرة على إصابة الخلايا البشرية. لكن المشكلة تكمن في أن أي خفاش يؤوي فيروسا شبيها بسارس يمكن أن يكون بمثابة بوتقة تنصهر فيها طفرة الفيروس. ولذلك إذا أصيب الخفاش الحامل لفيروس RhGB01 الذي اكتشفناه بعدوى Sars-CoV-2، فهناك خطر من تهجين هذه الفيروسات وظهور فيروس جديد مع مجال ربط المستقبلات الخاص بـ Sars-CoV-2، وبالتالي تكون قادرة بذلك على أن تصيب الناس”.
وتابع: “إن منع انتقال فيروس Sars-CoV-2 من البشر إلى الخفافيش، وبالتالي تقليل فرص تحور الفيروس، أمر بالغ الأهمية في حملة التطعيم العالمية الحالية ضد هذا الفيروس”.
وحذر الخبراء من أن أي شخص يتعامل مع الخفافيش، بما في ذلك عمال الكهوف والحياة البرية، يجب أن يرتدي معدات الوقاية الشخصية الكاملة، قائلين إنه من “المهم” منع إصابة الثدييات بفيروس Sars-CoV-2.