في حلب الفرح طاغٍ وثقة كبيرة بالمستقبل
الظروف المعيشية الصعبة والمتغيرة نسبياً نتيجة الحصار الجائر المفروض على سورية من قبل دول الشر لم تمنع أهالي حلب كما أهالي سورية عموماً من ممارسة طقوس عيد الأضحى والاحتفال بهذه المناسبة ، بالإضافة إلى ممارسة حياتهم الطبيعية والاعتيادية.
حلب التي تعشق الحياة، وخلال عطلة العيد ضجت بالفرح والخير وكل احتفل على طريقته، متطلعين إلى المستقبل بروح متوثبة وبكثير من التفاؤل والأمل بغدٍ أكثر عطاءً وبذلاً.
الكثير من الأسر والأهالي الذين استغلوا عطلة العيد لزيارة معالم المدينة والحدائق ومدن ألعاب الأطفال وحضور العروض المسرحية وتبادل الزيارات والقيام برحلات التنزه سواء داخل حلب أو خارجها، أكدوا أن الفرح يصنعه الإنسان مهما كانت الظروف لأننا محكومون بالأمل، والشعب السوري عموماً يحب ويعشق الحياة ويقدس العمل، وبالتأكيد ما نمر به من ظروف صعبة هي مؤقتة، ونحن على يقين بأن الأيام القادمة ستكون أفضل، ويبقى ذلك مرهوناً بقدرة الحكومة الجديدة المنتظرة بالتعاطي مع المتغيرات والمتبدلات بجرأة وشفافية واتخاذ قرارات من شأنها التخفيف ما أمكن من الصعوبات والمعوقات التي تعترض مسيرة النهوض والتنمية، والأهم تنفيذ وتطبيق ما جاء في خطاب السيد الرئيس بشار الأسد عقب تأديته القسم الدستوري، وهو كفيل بانتقال سورية نحو الأفضل.
خلال جولتنا على المتحلق الجنوبي مساء ثاني ايام العيد وهو أحد أهم متنفسات المدينة في فصل الصيف شاهدنا مئات العائلات على طرفي المتحلق يحتفلون بعيد الأضحى على طريقتهم المحببة، بينما العشرات من بائعي الهدايا والحلويات وغيرها من مأكولات الأطفال يتجولون بين الأهالي، وعلى الجهة الأخرى كان المئات أيضاً يعظمون شعائر الله في عيد الأضحى وذلك من خلال ذبح الأضاحي وتوزيعها على اقاربهم وأصدقائهم والفقراء.
كل ذلك شكل لوحة ولا أجمل جسدت كل المعاني والقيم الاجتماعية التي تشكل الركيزة الأقوى في بناء الوطن والإنسان.
تبادلنا الحديث مع العديد من أرباب الأسر خلال جولتنا، والكل أجمع على أن القادم أفضل، مبدين ثقتهم وإيمانهم المطلق بأن الشعب السوري سيتجاوز هذه الظروف بكل ثقة وإرادة.
البعث ميديا || حلب – معن الغادري