عشقه للسفن مكّنه من تطويع الخشب في تصميم مجسّمات ابداعية لها متخطيّاً حرفته الأصلية
البعث ميديا || اللاذقية – مروان حويجة
لم تَحُل حرفة الحدادة التي يزاولها لكسب الرزق والعيش دون قدرته على تطويع الخشب بين أنامله المبدعة بلمسات احترافية غاية في الإتقان و الجمال المستمد من أعرق حرفة لطالما اشتهرت بها اللاذقية كمدينة بحرية منذ القديم و هي تصميم مجسّمات السفن.
هذه الحرفة التي يكاد يطويها الزمن لاتزال حاضرة عند العاشقين لها على قلة عددهم و منهم الحرفي المبدع علي عبدالله سعد الذي يشدّه فن تصميم و صناعة مجسّمات للسفن من مادة الخشب حيث يمضي أشهراً عديدة في إنجاز المجسّم لأشكال من السفن تستهويه على الواقع شكلا و طرازا و تصميماً.
وفي حديثه ل ” البعث ميديا ” يعبّر الفنان سعد عن عشقه اللامحدود للبحر و السفن و لهذا الفن الذي وعى عليه منذ طفولته حيث كان جدّه يزاول هذا الفن و أيضاً تعلّقه بهذه الحرفة و إصراره على عدم الانقطاع عنها بسبب انشغاله بحرفته الأساسية التي يعتمد عليها مصدراً لرزقه و معيشته إلّا أن تصميم مجسمات السفن الصغيرة يأخذه باستمرار من خضّم أشغاله و يستوقفه برغم مشاغل الحياة لأنه يجد فيها متعة كبيرة و مجالا للإبداع و الفن.
ولأن هذه الحرفة تراثية بامتياز تقترن بالبيئة البحرية الساحلية يرى الفنان سعد أنه رغم انقطاعه فيما مضى عن هذه الهواية المحببة على قلبه إلا أنه يعود إليها بعشق أكبر و يأمل أن يتمكن من تصميم المزيد من المجسمات ليقدمها في أماكن عرض فهو حاليا يحرص على أن يقدم لكل ابن من أبنائه مجسماً ليقتنوها ذكرى جميلة و رائعة من أب إلى أبنائه موضحا أن هناك مجسمات لسفن بطول ٨٠ سم و أخرى بطول ١٦٠ سم و هي مصنوعة كاملا من مادة الخشب.