لإيمانها بالعمل.. سيدة ريفية تُعيد نبض الحياة بمشروعها الخاص
البعث ميديا || رغد خضور:
في وقت فقد العيد بهجته وتجرد من أغلب مقوماته، هناك من يعمل لإحياء عاداته التي فُقدت خلال سنوات الحرب، ولأن صناعة الحلويات من أساسيات التحضير للعيد، لا تزال السيدة إيمان فاكه تحافظ على هذا الموروث كل عام وتقدمه لكل من يطلبه منها..
ابنة قرية حيالين بريف مصياف، التي عوضت تعثر إكمال دراستها بحبها وشغفها بفنون الطبخ، انطلقت بمشروعها الخاص بصناعة الحلويات، من معمول وأقراص العيد، قبل سبع سنوات، مع اشتداد الأوضاع والحاجة لمردود إضافي لإعالة أسرتها المكونة من ستة أولاد.
وتقول فاكه إنها فكرت بالقيام بهذا المشروع بعد الإشادات التي نالتها من المحيطين بحلوياتها وطبخها، فهي كانت تساعد جيرانها بصناعة الحلويات، ومن ثم بدأت بإحضار المواد وتجهيزها بنفسها وبيعها في مواسم الأعياد، وأيضاً بفصل الشتاء، رغم صعوبة ذلك بالوقت الحالي بسبب وضع الكهرباء.
ومن حلويات العيد، انتقلت إلى صناعة المونة باختلاف أنواعها، متبعة الطريقة الريفية في تجفيفها وتخزينها، إذ تعرضها لأشعة الشمس وتحفظها بغرفة حجرية تحافظ على برودتها وتحميها من الحرارة التي قد تفسدها، فهي لا تملك برادات لتخزين الأطعمة المصنعة لفترات طويلة.
وتتنوع المواد التي تقدمها من ألبان وأجبان، ومربيات بأنواعها، ودبس بندورة وفليفلة ورمان، ومكدوس وبرغل وحنطة، إلى جانب الزهورات المجففة والعصائر المختلفة، وشيئاً فشيئاً توسعت دائرة أعمالها وزادت طلبياتها، لثقة الناس بالمنتج المحلي الذي تقدمه، وهنا تشير السيدة إيمان إلى أنه في حال كان العمل المطلوب إنجازه كبيراً تلجأ لتشغيل أفراد من الأسر الفقيرة الباحثة عن فرص عمل لمساعدتها.
ولتوفير رأس المال الكافي، تشارك فاكه في جمعيات خلال فصل الربيع لتأمين المواد الأولية، حسب المتوفر خلال تلك الفترة من السنة، ومن الموسم الذي تبيعه تنتقل للأخر، وهذا ساعدها على إدخال أولادها للمدارس والجامعات دون دين، على حد تعبيرها.
ماتقوم به السيدة إيمان هو نتاج مجهود شخصي، في ظل غياب الدعم المقدم لمثل هذه المشاريع من قروض ووحدات تصنيع، رغم الثناءات التي حصلت عليها من منظمة “الفاو” وخلال مشاركاتها في معارض للمرأة الريفية بدمشق، لكن ذلك كله لا يكفي، إذ إن ما تحتاجه هو معدات وتجهيزات تختصر عليها الوقت والجهد وتساعدها في حفظ موادها لتبقي طوال السنة ولا تكون بالتالي ملزمة بما يتوفر في فترات محددة، فضلاً عن ضرورة تأمين رأس مال قوي لتغطية نفقات التصنيع والتخزين، فكل ما تجنيه مسخر للموسم التالي.
بإيمانها أن الأمل لا يكون إلا بالعمل، وبعزيمة وإصرار شكلت السيدة إيمان نموذجاً للمرأة السورية والريفية القادرة على إعادة نبض الحياة رغم كل الظروف وخلق شيء من اللاشيء، وعليه نتساءل أين هي الجهات المعنية من هذه المشاريع ولماذا يغيب الدعم عنها؟؟.