مستر Ben يكتب قصة حبه العذري – للمكان والزمان – من حلب
البعث ميديا || حلب – معن الغادري
لم يكن عملاً تطوعياً كما وصفه البعض، بل ما قام به القادم من كندا بصحبة زوجته – سورية الاصل وحلبية المنشأ – شكل حالة وجدانية وقيمة اجتماعية وفكرية جسدت حالة مثالية من الحب والعشق العذري للمكان والزمان .
الشاب الانكليزي – Ben Allen – وزوجته فيكتوريا موزينيان اللذين يزورا حلب جسدا معنى الحب الحقيقي عندما حملا معولهما ودأبا كل صباح على تنظيف وإزالة الركام والأنقاض من ساحة الحطب الأثرية في حي الجديدة بالمدينة القديمة والمجاورة لمسكنهما، وكان ذلك محط تقدير وإعجاب من أهالي المنطقة الذين تأثروا بهذا المشهد الرائع فانخرطوا بالعمل معهما ليكملا تنظيف الساحة ولإتاحة الفرصة للزوجين العاشقين كتابة أسطر جديدة من حبهما على جدران وحجارة ساحة الحطب والتي تنطق بأبجدية أرقى الحضارات التاريخية التي مرت على المكان على مدى حقب طويلة .
مستر – بن – أشار ألى أنه يعرف مدى تعلق زوجته بوطنها سورية ومدينتها حلب، وهو ما زاد من حبه لسورية، متأسفاً على ما أصابها من دمار وخراب جراء الأعمال الإرهابية، وأضاف سورية جميلة بطبيعتها وبشعبها الطيب والمضياف وهي غنية بتراثها وحضارتها، داعياً الشباب السوري إلى المساهمة في إعمار بلدهم والمشاركة في أعمال النظافة وازالة الأنقاض لتبقى هذه المدينة وسورية عموماً الأجمل في العالم .
زوجته فكتوريا قالت ما قام به زوجي كان عفوياً وجميلاً ودافعه كان حبه لهذه المدينة وتعلقه بالمكان والذي يحرك الذاكرة نحو أفق أوسع من الجمال الطاغي على كل بقعة من هذه المدينة التي تسكن فينا ونسكن فيها، مشيرة إلى أنها وزوجها أحبا أن يكونا قدوة لغيرهما من الشباب في عمل ولو كان بسيطاً، إلا أنه له دلالات ومعاني كثيرة أهمها الحب الذي لا يتجزأ لهذه الأرض الطاهرة .
الحماسة كانت بادية على أهالي المنطقة الذين شاركوا الزوجين أعمال التنظيف وترحيل الأتربة، مشيرين إلى أنهم سيواصلون العمل مع السيد بن وزوجته حتى تنظيف كامل المكان وفتح الشوارع والأزقة لتسهيل العمل على الورشات الخدمية في مجلس المدينة .
هي باختصار قصة حب زرعت الأمل في جيل واعد سيدرك يوماً أنه وريث حضارة إنسانية لا تنضب، فهل يحافظ على هذا الإرث الخالد.