المشاريع الصغيرة في غرفة “العناية الحكومية المشددة”
البعث ميديا- غسان فطوم
حسناً فعلت حكومة تسيير الأعمال بالتأكيد يوم أمس على أن يبقى “برنامج عمل المشاريع الصغيرة والمتوسطة عنواناً دائماً على طاولة الملفات الاقتصادية” لكن دائماً تبقى العبرة بالتنفيذ وهذا ما افتقدناه خلال السنوات السابقة، حيث كنا نسمع كلاماً كثيراً وفعلاً قليلاً جعل أمنيات وأحلام أصحاب هذا النوع من المشاريع تتلاشى وتضمحل نتيجة إجراءات وتعقيدات طاردة لكل من يفكّر بالاستثمار بهذا النوع من المشاريع التنموية، سواء ما يتعلق بصعوبة التمويل أو البنية الإدارية والتنظيمية والتشريعية المعرقلة لكل خطوة!
إن وضع المشاريع الصغيرة في غرفة “العناية الحكومية المشددة” فأل خير للمرحلة الراهنة والقادمة، وهو ما يجعلنا نعوّل خيراً على دورها في النمو الاقتصادي وزيادة الإنتاج، بعد سنوات عجاف، الأمر الذي يستدعي من كل الجهات ذات العلاقة بهذا الشأن (وزارات- اتحادات- نقابات- قطاع خاص ..) الاستنفار من خلال الربط والتشبيك والتنسيق مع هيئة تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة لجهة دعمها بالبيانات المتوفرة عن هذه المشروعات “وفق نموذج محدد من قبل الهيئة، وذلك لضمان النجاح الأمثل لهذا النوع من الاستثمارات باعتبار هذا النجاح مسؤولية جماعية وعلى كل طرف أن يؤدي دوره فيه بالشكل الأمثل تحت طائلة المساءلة” بحسب ما تم التأكيد عليه في الاجتماع الأخير لحكومة تسيير الأعمال.
بالمختصر، يكفي تخبط في آلية عمل المشاريع الصغيرة الناجم عن عدم توفر الخبرة والكفاءة في الإدارة، أو من حيث التمويل، أو الإجراءات الروتينية التي أصبحت بمثابة كابوس يزعج الشباب وكل من يحلم بمشاريع ذات جدوى اقتصادية، ونعتقد أن الأجواء مواتية الآن بعد هذا الدعم الحكومي المعنوي الكبير الذي يحتاج لإجراءات عملية!.