مدنيين وعسكريين.. كرة القدم تجمع شباب حيالين مصياف
لم تمنعهم الظروف وصعوبة الأحوال من ممارسة لعبتهم المفضلة، وبزحمة الأيام وقسوتها وجد شباب قرية حيالين في كرة القدم متنفساً لهم، مجتمعين كفريق لينافسوا ضمن مباريات وبطولات تقام بمنطقة مصياف.
هؤلاء الشباب الذين أنهتكم الحرب، كباقي أبناء سورية، استطاعوا أن يخلقوا لأنفسهم فسحة للهروب من هذا الواقع الصعب، وكان حبهم لكرة القدم دافعاً لتشكيل فريق باسم قريتهم، مشاركين بالبداية في بطولات للهواة لينتقلوا بعد ذلك للعب ببطولة “النخبة” في مصياف.
مدرب الفريق، فادي العلي، لفت لـ”البعث ميديا” إلى أن لاعبي الفريق يعتمدون على خبراتهم الشخصية وجهودهم الفردية في التدريب، متبعين تمارين خاصة لزيادة اللياقة وتقوية العضلات، وأغلبهم جنود في الجيش العربي السوري، الذين رغم صعوبة تواجدهم الدائم إلا أنهم يحاولون المشاركة بقدر المستطاع.
وعن المباريات التي خاضوها، بين العلي أن الفريق لعب قبل البطولة 4 مباريات ودية فاز بها كلها، إضافة لمباريات دوري “النخبة” التي قدموا خلالها أداءً مبهراً، فكانوا الحصان الأسود بالمجموعة، مفاجئين كل من استخف بهم في البداية، حيث تأهلوا إلى نصف النهائي لكنهم خسروا في المباراة الأخيرة.
وبالتأكيد فإن ممارسة أي رياضة تحتاج لمصاريف ومتطلبات كثيرة، وهذا كان عائقا لدى لاعبي الفريق، بالنظر لظروف عملهم، لكنهم استطاعوا تجاوز ذلك بالاعتماد على ذاتهم، فهم، بحسب العلي، أصبحوا يحملون على عاتقهم اسم قريتهم، ولم يعد الأمر مجرد مجموعة من الشباب تلعب كرة القدم للمتعة فقط، وهذا كان حافزاً لهم لتقديم أفضل ما لديهم حتى لو شكل ضغطاً مادياً وجسدياً عليهم.
لطالما كانت كرة القدم لعبة الجميع ولم تفشل يوماً بإمتاع الكل، ولاعبوا فريق حيالين استطاعوا من خلالها أن يخلقوا الفرح من جديد ويعيدوا البسمة لأهالي قريتهم، الداعم الأكبر لهم بمحبتهم وتشجيعهم.. على أمل أن يحققوا نتائج أفضل في البطولات المقبلة.
البعث ميديا || رغد خضور