ثقافة وفن

“3021” مشروع تخرج طلاب المعهد العالي للفنون المسرحية.

عدا عن كونها من العروض المسرحية المشغولة بحرفية عالية مسرحيا، وبمختلف مكونات العرض المسرحي، أداء، موسيقا، ميزانسين، إضاءة، ديكور، وبقية أشغال السينوغرافيا، كونها تؤدى من قبل الطلاب الخريجين، ويتم الإشراف عليها من قبل أعلام المسرح السوري الحديث، فإن مشاريع تخرج طلاب المعهد العالي للفنون المسرحية، هي أيضا من العروض المسرحية التي ينتظرها الجمهور المسرحي في كل عام، ذاك أنه يدرك أنه سيكون أمام تجربة مسرحية مختلفة في كل مرة، وهذا ما دأبت على تقديمه الأكاديمية السورية للفنون، في مشاريع التخرج، التي تعتبر يمكن اعتبارها كمختبر مسرحي حقيقي، طازج، يعمل على تقديم فرجة مسرحية شيقة وشاقة معا.
هذا العام لم يكن الحال مختلفا، خصوصا وأن المشرف على مشروع التخرج لهذا العام، والذي حمل عنوانا رمزيا بأبعاد زمنية ومكانية في آن “3201” هو المسرحي المخضرم، الفنان “سامر عمران”، والذي يحرص في كل مرة يشرف فيها على مشروع تخرج من مشاريع المعهد العالي للفنون المسرحية، على توريط الجمهور وجدانيا وفكريا بالعرض الذي يشتغل عليه مع الطلاب، وهذا ما كان في هذا العرض الاستثنائي بمختلف التفاصيل، فالجمهور سيجد نفسه أمام مجموعة من المتغيرات “الفرجوية”التي تتطلب منه التفاعل مع الحدث، ليس على مستوى المشاعر فقط، بل أيضا على مستوى الحركة، التي تم إعفاءه من سكونها في عرض “3201”، لينتقل مع تغير مستوى الحدث وتغير ذراه الدرامية، من مكان إلى آخر، فالعرض بدأ في المسرح الدائري أو مسرح “فواز الساجر”، ثم انتقل إلى أحد مستودعات بناء المعهد، ومنها إلى الباحة الخارجية من باحاته، لينتهي في مسرح “سعدالله ونوس”، حركة لائبة للجمهور مع الممثلين، يتم فيها الانتقال من مستوى درامي إلى مستوى آخر، وفي كل مرة يكون الإبهار هو السمة المميزة لهذا العرض الفريد.
العرض الذي قام بتأليفه “سامر عمران” والذي اتكأ فيه على كل من رواية “العمى” للكاتب البرتغالي “جوزيه دي سوزا ساراماغو” -1922-2010-وعلى قصة “بلد العميان” للكاتب الإنجليزي “هربرت جورج ويلز” -1866-1946-يشتغل موضوعيا على توظيف الهيكل العام لكل من القصتين في بنية العرض، مع الاشتغال “الدراماتورجي” على توطين الحكاية العالمية الشهيرة، وذلك من خلال إسقاطاتها على الحالة المحلية، وهنا لا بد من الإشادة بالشكل البارع الذي تم تقديم الحكاية به، وبالمضمون الذي جاء متجانسا مع الشكل، متوالفا مع طبيعة الحكاية.
22 خريجا قدموا هذه الفرجة المسرحية الممتعة، بالإضافة لعدد من طلاب الدفعات الأخرى، وهذا رقم كبير بالنسبة لعرض مسرحي، ومن النادر وجود مسرحية مؤلفة تحتمل هذا العدد من الممثلين، ولهذا كان خيار “عمران” عمليا في العرض “3201”، فقلد استطاع أن يوظف إمكانيات الطلاب المختلفة –صوت/حركة-لتكون من روافع العرض الأساسية، وهنا يمكن القول أن الأداء جاء متفاوتا بين الطلاب الخريجين، وهذا أمر مفهوم في هذه الدفعة الاستثنائية التي تم قبولها في المعهد/قسم التمثيل، والتي بدأت ب 34 طالبا في السنة الأولى، وانتهت بـ الطلاب ال22 الذين قدموا العرض.
العرض جار تقديمه حتى نهاية الأسبوع الحالي، ويمكن وبمزيد من الثقة، أن ننصح محبي المسرح بحضور تلك الأمسية المسرحية الفارهة شكلا ومضمونا.

مشروع تخرج طلاب قسم التمثيل (3021) نص وإخراج:د.سامر عمران – مساعد مخرج : حسن دوبا – موسيقى : رعد خلف – تصميم أزياء : غيث المرزوقي – تصميم إضاءة : علاء الكيزاوي – مساعد : عماد خالد – تنفيذ الإضاءة : رباب الدمني – رامي حسين – محمد سكر – وجد النجار – صوت : علي زهوة – تصميم الرقصة : نورس عثمان – ماكياج : خولة ونوس – مساعد : راما فليون – تصميم بوستر وبروشور : كريم هواش – تصوير : عبد الرحمن سمسمية.
تغطية وتقرير: تمّام علي بركات