نجومية “التريند”
تقليعة ليست بالجديدة، لكنها لم تكن يوما بهذا المستوى الأخلاقي “الرفيع” صراحة، راحت تدور أفعالها بين نجوم الفن عموما، ونجوم التمثيل بشكل خاص، ليس محليا فقط، بل عربيا، وإن كانت محليا بنسبة أقل.
أما تفاصيل هذه التقليعة، فهي إقدام ممثل، ممثلة ما، على فعل خارج عن المألوف، بمختلف أشكال هذا الخروج، يعيده إلى عالم “التريند” في حال خبا نجمه لفترة من الزمن، وذاك بغية شدّ الأنظار إليه، وجعله في متناول الألسنة وصفحات التواصل الاجتماعي ونشرات الأخبار الفنية الجديدة –وهذه لوحدها تقليعة جديدة لنا حديث عنها-الأمر الذي يجعل المنتجين الجدد، يلتفتون إليه وإسناد بطولة عمل ما له، خصوصا وأنه صار على كل الألسن سلفا، وهذا معيار غريب ومريب للنجومية، بعد أن تغيرت معاييرها واختلفت أحوالها اختلافا مهولا، كان من نتائج هذا الاختلاف، الإطاحة أولا وقبل أي شيء، بالقيم الأخلاقية المتعارف عليها للنجم، ليحل عوضا عنها، انحدارا أخلاقيا مخيفا، خصوصا وأن هؤلاء “النجوم” الجدد أيضا، هم بمثابة مؤشر عام للسوية الفكرية والأخلاقية العامة المنتشرة بين الناس، فما يفعلونه وبغض النظر عن طبيعته الأخلاقية ومستواها، يقلده أو يحاكيه الجمهور، وهنا الكلام عن شريحة الأعمار الصغيرة أو الفتية من الجمهور، الذين دخلت أخبار “التريند” على وسائل التواصل الاجتماعي أو على الشاشات الغير منضبطة، في تربيتهم وانتهى الأمر.
من تلك الأفعال مثلا: جلسة حمراء “مسربة” بقصد من غرف النوم، فعل خادش للحياء العام في الأماكن العامة، افتعال مشكلة بين فنانين تتصدر أخبارها مختلف أنواع المنصات، والأدق رقبة كما حصل مع بعض النجوم في مصر، الظهور مع أشخاص من تابعية الكيان الصهيوني في حفل ما أو ما شابه؛ إلا أن التركيز على الفحش الجنسي، هو من أكثر هذه الأساليب شيوعا، وعن الأمثلة، فحدث ولا حرج، تكفي جولة يومية على أخبار أهل الفن، حتى نرى العجب، خصوصا كلما اقترب موعد الموسم الرمضاني، وصارت بعض الأعمال الدرامية ذات السوية الفنية الهابطة، يُروج لها بالعديد من الطرق، وستكون فضيحة حمراء لأحد “أبطالها” واحدة من أهم هذه الطرق وأكثرها نجاعة!
تمّام علي بركات