العميد تركي الحسن لـ “البعث ميديا”: الجيش العربي السوري مازال يصر على الحل السلمي للوضع في درعا
البعث ميديا- سنان حسن:
أكد العميد تركي الحسن الخبير العسكري والاستراتيجي أن الوضع في مدينة درعا أمام خيارين إما إطلاق عملية عسكرية لإنهاء فلول المجموعات الإرهابية التي تتخذ من الأهالي الآمنين في درعا البلد غطاء لاستمرار تعطيلهم للحياة في المدينة، وإما المضي في عملية التسوية التي بدأت منذ عام 2018 والتي أفضت حينها إلى دخول الجيش العربي السوري إلى درعا والقنيطرة وتم بموجبها تسليم السلاح الثقيل والمتوسط مع خروج ممن يرفض التسوية إلى إدلب، العملية كان من المفترض أن يكون لها جزء ثاني يتم بموجبها جمع السلاح بالكامل.
وبين العميد الحسن في تصريح خاص لـ “البعث ميديا” أنه بعد توقيع التسوية التي كانت بضمانة الجانب الروسي نفذت المجموعات الإرهابية المسلحة وعلى مدى ثلاثة سنوات 1156 عملية استهدف عناصر الجيش العربي السوري ومواقعه وآلياته والأهالي العاملين في المؤسسات الحزبية والمدنية للدولة .. الأمر الذي دفع القيادة إلى التحرك لوضع حد لهذا النزيف المستمر والذي لا تقبل به أي دولة حيث طوقت قوات الجيش العربي السوري في الخامس والعشرين من شهر حزيران المنطقة ودفعت باتجاه التفاوض أملاً في التوصل إلى حل يجنب المدينة وأهلها عملية عسكرية ستنتهي حكماً بفرض الجيش سيطرته على المنطقة، حيث أفضت المفاوضات إلى توقيع اتفاق من 12 بند ولكن بعد ساعات من توقيعه تم نقضه.
وبين العميد الحسن أن الضامن الروسي كان يعتقد أن المشاركين في عملية التسوية يمكن أن يتحولوا مع الزمن إلى معارضة سياسية تتخلى عن السلاح حيث انضم منهم جزء إلى اللواء الثامن في الفيلق الخامس الذي تقوده القوات الروسية .. ما جرى من حيث المبدأ أن الدولة السورية أمام واقع جديد في درعا أننا سنفتح الحدود السورية الأردنية هذا بناء طلب أردني وتم الاتفاق وفتحت الحدود .. للعلم أن هذا المعبر نصيب جابر وفق إحصائيات أردنية كان يجلب سنوياً 3.2 مليار دولار للأردن و2.8 إلى 3 مليار دولار للجانب السوري وبالتالي إعادة فتحه هو مصلحة سورية أردنية ولكن في ظل الوضع الأمني هناك لا يمكن تأمين ذلك.
ويضيف الحسن: فإذا كانت الحدود ستفتح وهذا شريان اقتصادي ونحن بحاجة له والدولة تبحث عن بدائل لتأمين لقمة العيش للسوريين وبالتالي أحد اعمدة الاقتصادية التي ستوفر الدخل للسوريين مهددة بالفعل الإرهابي فلك أن تتخيل ان تمر قافلة تجارية يعترضها المسلحون فإنه في المرات القادمة لن يقوم بإرسالها لعدم توفر الأمن .. والأمر كذلك فيما يتعلق بالغاز المصري والكهرباء الأردنية التي ستصل إلى لبنان أيضاً بحاجة إلى تأمين وحماية من تعرضها للخطر الإرهابي..
أمام ذلك يبدو أن الدولة السورية مصممة على إنهاء الوجود الإرهابي مع تفضيل خيار التسوية وتجنب المنطقة أي عملية عسكرية أي كان نوعها فالجيش العربي السوري عندما يبدأ العملية لن يقوم برش الزهور على الرافضين للتسوية وبالتالي سيؤدي ذلك إلى سقوط ضحايا نحن بغنى عنها، ولكن إذا رفض المسلحون ذلك فالعملية ستبدأ فوراً .
وأكد العميد الحسن أن وصول الجيش العربي السوري إلى الحدود هو حق سيادي ولا يمكن أمام التضليل الإعلامي وغيره من البروغاند التي تمارسها بعض القنوات من منعه من ذلك، وهو أي الجيش عندما يؤكد على الخيار السلمي فإنه ليس خوفاً وإنما حرصاً منه على حياة السوريين الذين يدافع عن وجودهم ويحمي سيادة بلدهم ويصونها.