لأول مرة في أوروبا مطعم على الطاقة الشمسية
بدأ الأحد 22 أغسطس (آب) الحالي، العمل في المطعم الأول بلا غاز وبقليل من الكهرباء ويعتمد على الطاقة الشمسية، على مرتفعات مرسيليا الفرنسية. وهو الأوّل من نوعه في أوروبا.
ويستخدم مطعم “لو بريزاج” لتشغيل الأفران صحناً هوائياً قطره متران مكسوّ بمرايا “شيفر” الألمانية الصنع.
و”صُنع” هذا النوع من المرايا قبل أكثر من 50 عاماً، غير أن “لو بريزاج” هو المطعم الأول الذي يعمل بالطاقة الشمسية في أوروبا، على ما يقول ريشار لويان، المندوب العام لجمعية “إنربلان” الجامعة للمتخصصين في الطاقة الشمسية في فرنسا.
ويعكس هذا الصحن الهوائي الذي يُدار في اتجاه الشمس الأشعة نحو بؤرة تقع خلف المطبخ، ثم إلى لوح تسخين من الممكن أن تصل حرارته إلى 300 درجة مئوية خلال عشرين دقيقة. وعلى هذه اللوحة وفي أفران تعمل كلّها بالطاقة الشمسية، يُعدّ بيار- أندريه أوبير، مؤسس المطعم وطاقمه الأطباق.
وتَرِد إلى جانب الأطباق المعروضة في المطعم كمية الطاقة التي تستهلكها. ولا مجال مثلاً لطهو المعكرونة “التي تستهلك كمية كبيرة من الطاقة، إذ لا بد من غلي طنجرة كبيرة من المياه لمئة غرام”، على حد قول أوبير.
ولا تقضي الفكرة بـ”العودة إلى الشمعة”، كما يؤكد أوبير، المهندس المتخصص في الملاحة الجوية البالغ 39 سنة، والذي يعدّ أطروحة عن “تصميم المطعم المعزز للمطبخ العامل بالطاقة الشمسية”.
وتشكّل الطاقة حوالى 1 في المئة من الحصيلة الكربونية للمطعم، بحسب ما يكشف عنه ريشار لويان، الشريك في تجربة “لو بريزاج” منذ عام، مشيراً إلى أن “الأطباق النباتية والإمدادات المحلية” تسهم في خفض هذه البصمة.
وتتغيّر الأطباق بتغيّر المواسم، “لكنها كلها معدّة من منتجات محلية مطبوخة بواسطة أشعة الشمس”، وفق بيار- أندريه أوبير.
وعلى مسافة بضعة أمتار من المطعم، يقع المجمّع التكنولوجي في مرسيليا وكلّيتان كبيرتان للهندسة هما المدرسة المركزية والمعهد التقني. وبحسب سلطات مرسيليا، تُعدّ هذه المنطقة القطب الأول للأبحاث الفرنسية في مجال ميكانيك الطاقة بعد باريس، مع 170 شركة و4 آلاف موظف ونحو 2600 طالب. وهم كلّهم يبحثون عن مطعم طيّب في ساعات الظهر.
وتؤكد ماري- كريستين أنريو، المديرة المساعدة في كلّية الهندسة في جامعة باريس- ساكلاي التي كانت في زيارة إلى فرع مرسيليا أن “الطعام لذيذ وذو نكهة طيّبة وطازج”. وخلافاً لغيرها من الزبائن، أكثر ما أدهشها هو “الابتكارات في فن الطهو” وليس المطبخ العامل بالطاقة الشمسية، وهي تكنولوجيا تتّبع مسارها التجريبي.
وهذه الابتكارات هي مصدر فخر لجارها على الطاولة فيليب بانييه، المدير المفوض للمعهد التقني في مرسيليا الذي يعمل طلابه على تحسين نماذج الأفران المستخدمة في “لو بريزاج”.
وتؤوي حاوية مطبخ أوبير، في حين يجلس الزبائن تحت دفيئة معدنية أو على العشب. وعندما تكون الشمس متوارية خلف الغيوم، “نشغّل ألواحاً كهربائية”، على ما يقرّ صاحب المطعم.
ويخوض المهندس التجربة تلو الأخرى، فهو يسعى مثلاً إلى تطوير نظام لاستعادة الميثان المتأتّي من مخلفات المطعم أو إعادة استخدام مياه المطبخ لريّ الأرض بعد تنقيتها.
وهو يحلم بفتح “مقاصف” عدة من هذا النوع ومطعم “فعلي” بحلول نهاية 2022.