ورشة عمل التعليم التقاني .. صمنا دهر وفطرنا على بصلة!
البعث ميديا- غسان فطوم
“إعادة توجيه الخطط الدرسية في المعاهد التقانية الهندسية استجابة لاحتياجات سوق العمل ومتطلبات إعادة الإعمار” هو موضوع ورشة العمل التي أقامها المجلس الأعلى للتعليم التقاني في جامعة البعث.
للأسف لم تخرج الورشة من إطار “الحكي ببلاش” الذي مللنا من سماعه في كل مناسبة من هذا النوع، حيث عاد المعنيون يكررون أسطوانة “أن التعليم التقاني مصدراً رئيساً لرفد سوق العمل بالكوادر المدربة بمستوى عالٍ ويتمتعون بكفاءات متميزة”.، لا شك هو كلام جميل ولكن من حق خريج تلك المعاهد أن يسأل: لماذا لا يصرف هذا “الحكي” في سوق العمل؟!.
ذيل القائمة!
ثمة أسئلة أخرى يمكن طرحها: أين كنا طوال العقود الماضية التي كان فيها التعليم التقاني في ذيل القائمة، كتعليم “منبوذ” من قبل الطلبة وذويهم، لماذا لم تطبق وزارة التعليم العالي والبحث العلمي سياساتها في تطوير هذا النوع من التعليم والتي أعلنت عنها منذ أكثر من /15/ عاماً لجهة قلب هرم القبول في الجامعات، بحيث تكون النسبة الأكبر في التعليم التقاني والأصغر في الكليات الجامعية التي تضيق بطلابها نتيجة عدم ترشيد القبول بما يخدم الحاجات والمتطلبات، وبنتيجة هذا التخبط وصلنا إلى هذه الحال المتمثلة بوجود مئات آلاف الخريجين بلا عمل ينتظرون على قارعة الطريق فرصتهم أو يحلمون بالهجرة بحثاً عن لقمة العيش!.
تنظير..!
بصراحة نستغرب كيف يقولون أن “التعليم التقاني يؤدي دوراً أساسياً في عملية التنمية من خلال ربط التعليم بالتدريب وإعداد وتأهيل الأطر البشرية في مجالات العلوم التقانية المختلفة لتلبية احتياجات القطاعات المختلفة الاجتماعية والعلمية والاقتصادية في المجتمع” أتذكر أننا في هذا المنبر الإعلامي طالبنا عشرات المرات بتحويل المعاهد إلى مراكز إنتاجية بحيث يتخرج الطالب وبيده حرفة ليخرج للعمل ليصنع فرصة عمله له ولغيره لا أن يبقى سنوات بانتظارها من الدولة!.
لو تم تطبيق هذا الأمر ما كان طلبة وخريجي المعاهد وصلوا إلى هذا المأزق، وما كنا سمعنا كل هذا التنظير غير المجدي!.
شبعنا وعود!
“خليكم بالدراسات النظرية” عبارة قالها طالب معهد في تعليقه على خبر الورشة، مشيراً إلى أن الطلبة “شبعوا” وعود لا طائل منها!
وقال آخر: لا تزال رؤية وزارة التعليم العالي عمياء فيما يخص تطوير وتفعيل مخرجات المعاهد التقانية لذلك يجب أن لا نتأمل خيراً، فنحن كخريجين لن نكون جاهزين لمرحلة إعادة الاعمار طالما لا نملك قدرات مبنية على أسس علمية صحيحة بسب المناهج التعليمية القديمة التي لم تعد تصلح للتدريس !.
وعلق طالب على كلام معاون وزير التعليم العالي الدكتور رياض طيفور ” سنبدأ بمرحلة التـأليف والتطبيق العملي لمخرجات المرحلة الأولى ليتم تطبيقها هذا العام” تأخرتم كثيراً .. نفذ صبرنا من انتظار خططكم .. فحالنا كمن صام دهراً ليفطر على بصلة!.
دون الطموح!
بالمختصر، مخرجات التعليم التقاني لا تزال دون الطموح، بالرغم من مضي حوالي خمسة أعوام على مرسوم إحداث المجلس الأعلى للتعليم التقاني الذي حلّ محل المجلس الأعلى للمعاهد المتوسطة المحدث بالقانون رقم 59 لعام 2001 وتعديلاته، لكن بقيت الأهداف المنصوص عنها بمرسوم الإحداث دون فعالية وخاصة لجهة بناء “شراكة مع القطاعات الانتاجية والاقتصادية والخدمية الوطنية -الخاصة والعامة والمشتركة- والاستفادة من مرافقها لتأمين الأهداف المشتركة للحصول على خريجين مؤهلين عمليا ونطريا لتلبية احتياجات سوق العمل، وإعداد وتأهيل الأطر البشرية في مجالات العلوم التقانية المختلفة بما يسهم في التطور الاجتماعي والاقتصادي والعلمي للمجتمع”.
وهنا نسأل: ماذا كانت تفعل وزارة التعليم العالي خلال الفترة الماضية؟، مؤسف جداً أن نبقى في طور عقد الندوات والمؤتمرات وورش العمل ونسبة الفاقد في المعاهد التقانية في تصاعد مخيف!.