أكثر من الف ضحية للكلاب الشاردة في القامشلي بسبب رعاية مليشيا “قسد” لها بحجة الرفق بالحيوان
البعث ميديا || القامشلي- كارولين خوكز
مع تزايد انتشار أعداد الكلاب الشاردة في شوارع واحياء وسط مدينة القامشلي ، منذ أكثر من عام، لم يعد التنقل آمنا حتى في شوارع المدينة ، وخاصة بالنسبة للأطفال، مع زيادة المخاوف من نقلها لداء الكَلب لكونها غير مراقبة أو مطعّمة بلقاحات ضد الفيروس.
وفي مدينة القامشلي تتنقل الكلاب الشاردة بأعداد ملحوظة، تنبش أماكن جمع القمامة وتسير وسط احياء المدينة خلال ساعات النهار على شكل أفراد، بينما تتحول ليلاً إلى مجموعات تهدد المارة ويثير نباحها المستمر الذعر لدى الأطفال ويتسبب بإزعاج كبير للأهالي.
انيسة محمد – مدرّسة، عبّرت عن قلقها “للبعث ميديا” من هذه الظاهرة واشتكت من إهمال مجلس مدينة القامشلي بمتابعتها، قا ئلة: “الكلاب الشاردة انتشرت منذ أكثر من سنة، حيث طالبنا الجهات المعنية بالتدخل، ولكن للأسف لم يكن هناك أي تجاوب، وأطفالنا لا يقدرون على الخروج من البيت، نرجو من الجهات المختصة أن تقوم بدورها في مكافحة هذه الكلاب”.
وتابعت : “سبب ظهور هذه الكلاب الشاردة في الطرقات هو التقصير من جهة البلدية في مكافحتها، مع احتمال حملها لأمراض، ولذلك لا بد أن تنتبه الجهات المختصة إلى هذا الأمر، وعلى الجميع توخي الحذر”.
دعت سارة محمود – ربة منزل ، بوضع حدّ لهذه الظاهرة، بايجاد حل لهذه الكلاب المنتشرة في شوارع مدينة القامشلي ، التي ترعب الأطفال ، وحتى الكبار أيضايخافون أن يخرجوا في الليل، إضافة إلى خطر نقلها “للأمراض”.
أما المواطن خالد الاحمد – موظف ، فقد علق أيضا على هذه الظاهرة وتداعياتها على الأهالي في مدينة القامشلي قائلا : “الكلاب الشاردة منتشرة في المدينة ، ولا بد من إيجاد حل لها من قبل الجهات المعنية، لأنها تشكل خطرا على الجميع وخاصة المسعورة منها، التي تؤدي عضتها إلى إصابة الأشخاص بأمراض قاتلة”، مشيرا إلى “خطورة الوضع تزامناً مع انتشار فيروس كورونا”.
وتشير فاطمة الحسين – مواطنة إلى أن الكلاب الضالة تحرم أطفالها من النوم في كثير من الليالي، خاصة ونحن في فصل الصيف ، و منزلها في القامشلي، القريب من محل لأحد الجزارين، حيث تتجمع الكلاب مع تواصل نباحها لساعات وهي تتعارك في ما بينها على بقايا العظام.
بدوره اكد رئيس شعبة الامراض السارية في مديرية الصحة بالحسكة د.جابر داوود ، على اعداد المراجعين المعضوضين من الكلاب الشاردة بمعدل وسطى يصل إلى ٢٠٠ حالة شهريا الى مركز اللؤلؤة الطبي المحدث بالحسكة والهيئة العامة لمشفى القامشلي الوطني, وذلك يتطلب توفر المصل واللقاح بشكل دائم دون انقطاع اما عدم توفره فيعود إلى صعوبة امكانية نقله من دمشق الى المحافظة ،منوها الى عدم توفر الكميات الكافية في المركز حيث يضطر المصاب احيانا إلى شرائها من الصيدليات الخارجية و يصل سعرها الى ٤٠الف ل.س وموضحا داوود في حال عدم تقديم العلاج بحسب البرتوكول الطبي المقرر من وزارة الصحة فإن الاصابة بداء الكلب اذا لم تعالج باللقاح والمصل بالشكل المطلوب تؤدي الى اصابة الاشخاص بامراض قاتلة حتما, لافتاً الى أعداد عضة الكَلب خلال العام المنصرم حوالي ١٥٠١ اصابة وجميعها تم علاجها.
واضاف د.عمر العاكوب مدير الهيئة العامة لمشفى القامشلي الوطني: إن “ظاهرة انتشار الكلاب تشكل خطراً على الإنسان، موضحاً أن قسم الاسعاف في المشفى يستقبل كافة الاشخاص في حال تعرضهم لعضة كلب مسعور، ولافتا الى مراجعة المشفى للحصول على اللقاح ضد “داء الكلَب”، وهذا اللقاح يكون على شكل جرعات أسبوعية تقدم للمريض” خلال ٢١ يوماً”.
كما قال: إن “داء الكلَب” الذي يسببه فيروس ناتج عن عضة الكلاب المسعورة للإنسان قد يكون مميتاً، لأنه يهاجم الخلايا العصبية في الجسم.
ومن جهته اوضح رئيس مجلس مدينة القامشلي سهيل رهاوي أنه ومع انتشار ظاهرة الكلاب الشاردة, نتيجة بعض القرى المهجورة والأبنية حديثة الإنشاء الفارغة. ومع معاناة الاهالي وقلقهم في المناطق والاحياء السكنية قام مجلس المدينة بمتابعة مكافحتها بقتلها وترحيلها من احياء ومناطق سيطرة الجيش العربي السوري.
لافتا الى منع مكافحتها من المناطق الواقعة تحت سيطرة ميليشيا قسد بحجة وجود مكتب الرفق بالحيوان الذي يمنع بدوره القضاء عليها وترحليها من الاحياء واطراف المدينة ولافتا رهاوي الى الاعداد التي تمت مكافحتها لتاريخ وتبلغ ٨٠كلباً وخلال العام المنصرم ٤٠٠ كلب شارد, فلا بد من تضافر الجهود للقضاء عليها أو على الأقل ترحيلها من المدينة.