إيجابيات في قرار اللجنة العليا للاستيعاب الجامعي ولكن!
البعث ميديا- غسان فطوم
شكّلت قرارات اللجنة العليا للاستيعاب الجامعي ارتياحاً لدى البيت السوري، وذلك لجهة قبول جميع الناجحين في الثانوية العامة في الجامعات والمعاهد للعام الدراسي 2021-2022 والبالغ عددهم 136265 طالباً وطالبة، ويضاف إلى ذلك وجود إيجابيات أخرى في قرارات اللجنة منها، زيادة عدد المقاعد المخصصة لخريجي الثانويات المهنية والمعاهد التقانية في الكليات لتصبح 6% بدلاً من 3% ، وهي خطوة تأتي بهدف تشجيع الطلبة للدراسة في المعاهد المهنية، ومحاولة لتحسين النظرة “الدونية” لهذا النوع من التعليم الذي ما يزال بنظر البيت السوري مجرد مأوى للفاشلين دراسياً!، كما قررت اللجنة زيادة الطاقة الاستيعابية في بعض الكليات الهندسية والمعاهد التقانية التي لها علاقة بسوق العمل وتخصيص نسبة من المقاعد في الكليات النوعية (الهندسة التقنية- الهندسة الجيوماتية…) 30% لأبناء المحافظة التي تقع فيها الكلية و70% لأبناء باقي المحافظات.
أمام هذه المؤشرات الإيجابية التي تعطي الأمل للطلبة بتحقيق رغباتهم التي ما تزال تتحكم فيها العلامة، رغم كل محاولات تطوير طرق القبول لكنها لغاية اليوم لا توحي بالثقة والمصداقية!، لذا ثمة أسئلة تطرح نفسها فيما يتعلق بزيادة النسب واستثمارها بشكل صحيح في المخرجات التي ينتظر أن تتوافق مع متطلبات واحتياجات سوق العمل، فالملاحظ أنه يتم التعامل مع الأرقام لمجرد الاستعراض الإعلامي، بمعنى لا أثر لها فيما بعد على الأرض وخاصة ما يتعلق بمخرجات التعليم التقاني والمهني التي ما زالت دون تفعيل على عكس “الحكي” المتواصل عن “ضرورة تقديم محفزات للتعليم المهني وزيادة فرص العمل لهذا القطاع والاهتمام بالكليات التطبيقية”.
بالمختصر، بات من الحتمية أن تعيد وزارة التعليم العالي ترتيب أوراق الجامعات والمعاهد بأسلوب علمي وموضوعي ينتج مخرجات تخدم حاجات المجتمع وتتناسب ومتغيرات العصر، وبالأخص التركيز على حل مشكلات الجامعات والمعاهد فيما يتعلق بالزيادة المتنامية في عدد الطلبة مع النقص الواضح في أعضاء الهيئة التدريسية ذوي الخبرة والكفاءة وخاصة في الكليات الطبية والهندسية، فليس مهماً اليوم أن نقبل كل الطلاب الناجحين بقدر ما يهمنا تطوير برامج الإعداد وتأهيل الكوادر في مختلف الكليات بما يتفق مع معايير الجودة العالمية ومن غير ذلك ستبقى جامعاتنا في ذيل الترتيب العالمي، ويبقى الخريجون فيها بلا فرص عمل!.
هامش: صدرت منذ ساعات معدلات القبول الجامعي ويلاحظ ارتفاع كبير في معدلات الفرع العلمي وخاصة في الكليات الطبية، الأمر الذي سيكون موضع انتقاد من البيت السوري كما في كل عام طالما “مجموع درجات الثانوية العامة” هو الذي يقرر مصير الأبناء، فمتى يتخلص طلبتنا من هذا المطب الذي يقف عائقاً أمام تحقيق ما يريدون ويتمنون دراسته؟.