فريق من طلبة الهندسة الطبيّة في جامعة تشرين ينجزون تصميماً مصغّراً لكرسي مطوّر للمعاقين يعمل عن طريق الصوت بنظام أندرويد
البعث ميديا || اللاذقية – مروان حويجة
تمكّن فريق من طلبة الهندسة الطبية في كلية الهندسة الكهربائية و الميكانيكية في جامعة تشرين من تصميم نموذج مصغّر لكرسي متحرك للمعاقين يعمل عن طريق الصوت و بعدة طرق تمكّن من استخدام الكرسي في مجالات واسعة كحالة الشلل النصفي أو ضعف العضلات السفلية جراء أصابة ما أو غيرها من إصابات.
و قد أنجز النموذج المطوّر كل من الطلبة في قسم الهندسة الطبية : أشرف هيثم اسماعيل ، بلال خليل صبح ، علي ناهل صقور ، علي ابراهيم الكفري
باشراف : الدكتورة لميس قدسي و الدكتورة براءة نعمان . و يأتي تصميم الكرسي المطوّر لذوي الهمم الخاصّة ” كما يحبّذ أعضاء الفريق تسميته ” مبادرة علمية و مساهمة وجدانية من الفريق في ظل الظروف الراهنة التي تمرّ بها سورية و عربون وفاء لتضحيات الجيش العربي السوري حيث كان للمهندسين الطبيين إسهامات نوعية سابقة في تصنيع و تطوير العديد من الأجهزة الطبية التي تخدم الوطن و أبناء الوطن.
مشاريع فوق العادة…مميزة للعام ٢٠٢١ :
عن هذا العمل العلمي المميز تعبّر الدكتورة المشرفة د. لميس قدسي بكلماتها إلى الطلبة خلال تصريح ل ” البعث ميديا ” : طلابنا النجباء إنني أتعبتكم و أنهكتكم و لكن النتائج فاقت التوقعات ، أتمنى تكونوا تعلمتم دروساً مفيدة غير المشروع ، أهمها الجدية والالتزام والصبر والمهارات العملية والتفكير بإيجاد الحلول المختلفة التي ستكون أهميتها قصوى بحياتكم العملية…بوركتم وبورك وطنكم ومن أنجبكم. أنتم قوة الحياة القادمة . و تقول د. قدسي:
في ظل الظروف الصعبة التي تمرّ فيها بلادنا وايماناً بتضحيات جيشنا الباسل على مر تلك السنين العجاف كان لابد من مشاركة الهندسة الطبية في هذا الواجب الوطني العظيم فقد قام المهندسون الطبيون بتصنيع و تطوير العديد من الأجهزة الطبية التي تخدم الوطن و أبناء الوطن و من رحم هذه الظروف قمنا بعمل هذا المشروع لنموذج مصغر لكرسي معوقين يتحرك عن طريق الصوت و بطرق أخرى عدة..
أحد أعضاء الفريق / الطالب أشرف هيثم اسماعيل / طالب هندسة طبية سنة رابعه جامعه تشرين – تطبيق الدارات الالكترونية وبرمجتها ، أرسل ل ” البعث ميديا ” ما كتبه مع زملائه الطلبة أعضاء فريق العمل عن المشروع :
من رحم هذه الظروف قمنا بعمل هذا المشروع لنموذج مصغر لكرسي معوقين يتحرك عن طريق الصوت و بطرق أخرى عدة و يمكن للمريض التحكم بالكرسي من تطبيق أندرويد يعمل على أي جهاز أندرويد بسيط و ذلك عن طريق البلوتوث الموجود على الكرسي حيث يقوم المريض باختيار كلمات معينة لسير الكرسي في الاتجاهات المختلفة مع امكانية ايقافه بكلمة معينة أيضاً و يمكن للمريض التحكّم بالكرسي عن طريق أسهم موجودة على واجهة التطبيق كما يمكن التحكّم به من خلال زاوية ميلان الهاتف على مبدأ محاكاة لألعاب السيارات في الهاتف . كما يمكن استخدام الكرسي عن طريق joystick مثل الكرسي الكهربائي ومن الممكن أن تخدم بعض المرضى في حال كان الهاتف مغلقاً ، إضافة إلى استخدام الكرسي في مجالات واسعة من الإصابات ، مثلاً : المريض بحالة شلل نصفي أو ضعف العضلات السفلية جراء إصابة ما أو عدة إصابات واسعة ، و كما يمكن استخدام المكفوفين الذين لا يستطيعون المشي لهذا الكرسي من خلال الصوت حيث أن الكرسي مزود بعدة حسّاسات عوائق تمنع ارتطام الكرسي بأي عائق و يمكن للمريض عندما يكون بعيداً عن الكرسي أن يتحكم به بواسطة الهاتف من أجل جلبه إليه .
و عن أقسام الكرسي و آلية عمله فقد أوضح اسماعيل أن الكرسي عبارة عن نموذج مصغّر استخدمنا فيه أربع محركات و ربطنا كل اثنين معاً ليصبحان محركين تتحكم بهما دارة (l298 ) تغذية و يتم وصلها إلى البطارية و دارة التحكم (الاردوينو نانو)التي يوصل بها ايضا البلوتوث و الأجزاء الأخرى من الكرسي مثل حساس( (ultra sonic …و قمنا ببرمجة دارة التحكم (الاردوينو نانو) لتقوم بتنفيذ التعليمات التي تتلقاها من أجزاء الكرسي الموصوله عليها ..
أما تكلفته فهي بسيطة و هو سهل التعامل لمعظم شرائح المجتمع و يمكن تطبيقه بسهولة على كرسي حقيقي حيث تزداد تكلفته و لكن يبقى رخيص نسبة للكراسي الكهربائية الموجودة في الأسواق..
إيجابيات المشروع:
الوفرة المادية حيث ان تكلفته تساوي نصف تكلفة الكراسي الكهربائية الموجودة بالأسواق.
صنعه من مواد متوافرة في سوقنا.
التحكّم به بعدَّة طرق و ميزات و يمكن استعماله من قبل شريحة واسعة من الاصابات كما يمكن تصميمه حسب طلب المريض كما يمكن التحكم به بالصوت بكلمات يحددها المريض حسب لفظه لها اذا كان لا يستطيع استخدام احد اطرافة العلويّة .
سلبيات المشروع:
الحاجة لوجود الانترنت بشكل دائم من أجل تحريك الكرسي عن طريق الأوامر الصوتية الصوت .
و يشمل الكرسي غالبية المصابين ولا يشمل جميع المصابين مثل المصابين ببتر اليدين و يحتاج لوجود موبايل بسيط يرافق المريض من أجل خاصية الصوت
النظرة المستقبلية:
و عن النظرة المستقبلية للمشروع يقول الطلبة أعضاء الفريق : لقد قمنا في هذا المشروع بإعطاء أمر الكتروني للفرملة عند لفظ كلمة STOP ولكن لم نقم بإجراء آلية الفرملة الميكانيكية لعدم أهمية التطبيق الميكانيكي لهذا الأمر في نموذجنا التمثيلي المصغر ويكفي أظهار الأمر وتمثيله عن طريق ليدات ضوئية وفي حال تطبيق هذه المنظومة على كرسي حقيقي واستخدام محرك كهربائي أخر لتنفيذ الأمر وإيقافها. من الممكن إضافة مايكرو فون الى الكرسي وذلك للتعامل مع الاصوات بدقة عالية ونطاق أوسع وبذلك يمكن التخلي عن الأوامر الصوتية التي تحتاج الى انترنت عن طريق الجوال.
حيث يقوم المايكرو فون بتحويل الاهتزازات الهوائية المعبرة عن الصوت الى ضغوط ميكانيكية ثم الى جهود كهربائية متغيرة مكافئة لنوع الموجة الصوتية التي يتعرض لها.
و أضاف الطلبة : نسعى الآن كطلاب في كلية الهندسة الطبية الى تطوير هذا المشروع لكي يصبح بشكل فعّال أكثر عند اجتياز كل الاختبارات اللازمة ومن ثم طرحه في السوق كمنتج يخدم جميع المحتاجين له بصورة تناسب رغبتهم ومتطلباتهم وحاجياتهم له .
لنا كلمة: هذا العمل العلمي النوعي بما يحمله من قيمة علمية مضافة و خدمة اجتماعية و طبية يعكس أهمية مثل هذه المشاريع الهامة التي تنتجها جامعاتنا فإنه ينبغي أن تلقى كل الدعم و الاهتمام من المؤسسات لتحقق الغاية النبيلة المنشودة منها و لتكون رافداً حقيقياً لعملية البناء و التنمية.