بمشاركة 400 شخصية عربية انعقاد ملتقى “متحدون من أجل لبنان المقاوم”
بدعوة من المؤتمر العربي العام الذي يضم مؤتمرات واتحادات وأحزاب وهيئات ومؤسسات شعبية عربية، انعقد الملتقى العربي “متحدون من أجل لبنان المقاوم للحصار والاحتكار والفساد” وذلك بحضور حوالي 400 شخصية عربية من معظم أقطار الأمّة وتياراتها وقواها الحيّة.
نايف القانص الأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي قطر اليمن قال: بالأمس جمعتنا سورية ودائماً ما تجمعنا فلسطين التي لا تغيب عن حاضرنا لحظة واحدة ولا يمكن أن تغيب أو تُنسَى طالما شمسُ الحرية والمواقفُ البطولية والتضحياتُ الجسام التي يقدمها أبناء الشعب الفلسطيني على مختلف الجبهات تبعث لدينا الأمل بالتحرر واستعادة الأرض المغتصبة والمجدِ العربي، حتى وهم في أسرى ومعتقلون يسجلون أروع المواقف وينتزعون الحرية بأظافرهم من داخل أعتى السجون الصهيونية وأشدها حصانةً وحراسة ..كما في قصة الستة الأبطال الذينَ انتزعوا حريتهم غصباً عن سجانيهم وصنعوا المعجزات من أجل تلك الحرية الغالية.
وأضاف بالأمس أراد الغرب والأعراب تدمير سورية سياسيا والتخلص من نظامها المقاوم، ففشلت لعبتهم وأُحبِطَ مكرُهُم وانتصرت سورية بشعبها وجيشها وقيادتها وبمساندة المقاومة اللبنانية والأصدقاء والحلفاء، فكان نصراً لمحور المقاومة وللأمة العربية.. وللإنسانية.
وبين القانص أننا اليوم نجتمع من أجل لبنان الذي يحاول العدو تدميره انتقاماً من صمود وانتصار سورية ومن المقاومة التي ساندت سورية ومن محور المقاومة ككل، والذي يحاول العدو إبادته اقتصاديا واجتماعياً.
فما ما يحدث في المنطقة وما حدث لسورية بشكل خاص يعيد الذاكرة إلى “سايكس بيكو عام 1916م” ولكنه يندرج تحت الإطار الأوسع لمخططات الإمبراطورية المتوحشة المتفردة بالنظام العالمي من خلال توظيف الأنظمة الوظيفية التابعة لها والأدوات الإرهابية المسخرة لتحقيق تلك المؤامرات التي تهدف إلى تقطيع أوصال الوطن العربي وتدمير التلاحم المجتمعي من خلال إضفاء النعرات الطائفية والدينية والجهوية لتمزيق التلاحم المجتمعي وخلق دويلات طائفية متناحرة، وهو ما رسمه “مخطط ينون” الذي يعد مرجعاً في هذا المجال ففي أيلول من عام 1982م اي بعد عدة شهور من الاجتياح الصهيوني لجنوب لبنان كتب ينون مختالاً بالنصر مقالة بعنوان ” استراتيجيات لإسرائيل في التسعينيات” نشرت في مجلة “كيفوليم” ومعناها بالعبرية ” توجيهات” الصادرة عن المرصد الصهيوني العالمي في القدس. قبل ان تعيد نشرها ” مجلة الدراسات الفلسطينية” يبشر مخطط ينون بالعودة ألى أساسيات الانتداب الفرنسي أي إلى تدمير الدولة السورية وتقسيمها إلى دويلات طائفية ومذهبية صغيرة، وهذا ما سعت إليه دول الغرب وعلى رأسها الولاياتُ المتحدة الأمريكية والكيانُ الصهيوني والرجعية العربية عبر الحرب العالمية الإرهابية التي شُنت على سورية منذ 2011م ..فكانت هذه الحرب الإرهابية المفتعلة في سورية لتحقيق هذا المخطط، الذي يهدف أيضا إلى الإنقضاضِ على لبنان من جديد والعودة الى سيناريو 1982م وتمكين العملاء من لبنان والتخلص من المقاومة.
وتابع الرفيق القانص لكن انتصار سورية أصبح صمام أمان للبنان ومقاومته وهذا ما استدركته المقاومة مُنذُ بداية المؤامرة على سورية، فقد لجأ اعداء لبنان وسورية إلى طريقة التدميرِ الاقتصادي وإفشال حكوماته المتعاقبة وذلك لمعاقبة لبنان ومقاومته وبتعاونِ العملاء من الداخل اللبناني الذي يعمل على تعطيل أي توافق وحلول لتصل إلى تشكيلِ حكومة .. كل ذلك لإبقاءِ لبنان في حالة من الفوضى والانهيارِ الاقتصادي غير المسبوق في المنطقة.
وأضاف لقد جعلوا لبنان تواجِهُ مصيرها لولا أن محور المقاومة من سورية إلى طهران، هو من تحرك لنجدتها بما قدمته سورية من حالة إسعافيه بالأكسجين والأدوية والموافقة على مرور أنبوب الغاز المصري من أراضيها إلى لبنان وغيرها، وتحريك إيران سفُنَها المحملة بالنفط الإيراني والتي على ضوءِها تحرك العالم صوب لبنان ليس حباً لها، إنما كرهاً في إيران وخوفاً من أن لا يجدون لهم في المستقبل موطئ قدم في لبنان.
وختم القانص بالقول لن تخرج لبنانُ من أزمتها إلا بتجاوُزِها النظامَ الطائفي والانتقال إلى نظام جديد قائم على المعايير الوطنية للوصول إلى اتفاق وطني تتحقق معه انتخاباتٌ وطنيةٌ تفضي إلى تشكيل حكومة وطنية تعمل لصالح لبنان وليس لصالح أصنام لبنان الذين سخَّروا لبنان ومقدراتِها لخدمتهم وتحقيقِ مصالحهم الذاتية فقط.
بدوره قال المحامي عمر زين الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب أن يختار “المؤتمر العربي العام” عنواناً لملتقى عربي هو “متحدون من اجل لبنان المقاوم للحصار والاحتكار والفساد” هو تأكيد وتمسك واصرار من القوى الفاعلة في الامة العربية على ثوابت من المبادئ والمسلمات التي تشكل الطريق الصحيح لتحرير الامة ونهوضها:
مؤكداً أنه لا يجوز ان يحصل التعاون بين دولنا بناء لاشارة من سفيرة الولايات المتحدة الاميركية في لبنان وحتى لو كانت المبادرة من وزير خارجيتها او من رئيسها لانه يقتضي التحرك لايصال الغاز والكهرباء من جمهورية مصر العربية والأردن عبر سوريا بشكل عفوي واخوي دون اي تدخل اجنبي، وبشكل مقاوم للحصار ولقانون قيصر وسوى ذلك من الضغوطات الاستعمارية الاميركية الصهيونية.
من جانبه قال قال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم :”نحن قادرون على مواجهة الحصار كما واجهنا كيان العدو”.
واعتبر الشيخ قاسم أنه”من نتائج اعمالنا ان الارض تحررت والصحة تحسنت ونتكافل اجتماعيا لنخفف الآلام “. وتساءل الشيخ قاسم”ماذا قدّم رواد الفوضى ونيران الحرب الاهلية إلى لبنان؟.
مؤكداً أن” لبنان قوي بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة”.
ولفت الى أنه ” لا يقلل الحصار الأميركي من ادوات الفساد الداخلية ،والفساد لا دين له ولا طائفة وهو ممتد على مساحة الوطن”.
ورأى أنه” يجب رفع الصوت ضد الفاسدين والمرتكبين ويجب ان تكون اداوت المحاسبة واضحة وشفافة”،مؤكدا اننا “لسنا بديلا عن الحكومة ولا نستطيع بان نتدخل بشيء ليس من صلاحياتنا ونعرف حدودنا”. وأضاف” نعمل على اقرار قانون المنافسة وهو يحمي من الإحتكار”.