“انطباعات” انعكست على الدمشقيات والبورتريه والتأملات الذاتية
لوحة الانتظار التي شغلت مكانها في معرض “انطباعات” لخريجي معهد وليد عزت في المركز الثقافي العربي –أبو رمانة- بريشة الفنانة رهف سيراجي حظيت باهتمام الزائرين وبقراءات عميقة لتلك الفتاة التي تتأمل من النافذة الخشبية الصغيرة المطلة على البحر تنظر إلى المدى البعيد، وتتجاوز كل الصعوبات التي تواجهها بدلالة الحجارة المتراكمة المشكلة جداراً يحيط بها لكنها أقوى منه، فتتابع بتأملاتها حلمها الذي ستصل إليه.
وترى سيراجي في حديثها مع البعث ميديا بأنه عبْر الانطباعية التعبيرية تمكنت من الإيحاء بمشكلات وهواجس الأنثى، إذ يوجد الكثير من الرسائل القوية التي لانستطيع التعبير عنها بالكلام، لكن الشعور الذي يجذب المتلقي إلى مكنونات الرسائل يوصل انطباعاتها الموجودة في اللوحة إلى أعماقه ليجد نفسه فيها من زاوية ما.
أما الفنان محمد زين كوكي فاقترب من الواقعية الانطباعية أكثر في لوحاته التي جسدت أجزاء البيت الدمشقي الكبير مركزاً على فناء البيت والبحرة والنباتات وياسمين دمشق وأوراق الليمون، وبيّن بأنه يرسم موضوعات عدة إلا أن الدمشقيات تستهويه كونها صورة عن التراث والأصالة والعراقة والحضارة العائدة إلى آلاف السنين، وتبدو جمالية اللوحة بالإغراق بالتفاصيل الدقيقة التي يحب أن يظهرها مثل النوافذ والأبواب ومكعبات الأرضية بألوانها المدروسة بهندسية التوزيع بين الأسود والأبيض، إضافة إلى أبعاد الحارة الدمشقية المتسمة بألوانها الواقعية.
الفنان كمال الشامي تألقت مشاركته بأنواع مختلفة من البورتريه لشخصيات واقعية تداخل معها البعد التخيلي لسيدة عجوز أنهكت من الانتظار ودلت الألوان الترابية على الخواء الروحي وسنوات العمر وانعكست علائم الحزن على ملامح الوجه لشدة وطأة الانتظار وصعوبة الحياة، وتتكامل الصورة الحزينة بالبورتريه الثاني لوجه طفلة تنظر إلى الحياة بنظرة رمادية إلى السلبيات المنبعثة من نظرة عينيها والموحية بمعاناتها من الفقر.
وبالمقابلة أوحى البورتريه الثالث بوجه أنثى محجبة تنظر إلى الحياة بتفاؤل وأمل وبطاقة إيجابية.
ولم تقتصر مشاركة الشامي على البورتريه ففي منحى آخر جسد مشهداً من الطبيعة من أمام قلعة وبيت طيني على ضفاف نهر من منظور مائي بالألوان الزيتية والفكرة الأساسية هي المنعكس المائي.
ملده شويكاني