اقتصادالاقتصاد المحليحماهمراسلون ومحافظات

“مؤونة البيت” هي الغائب الأكبر عن موائدنا.. فما الحل؟

البعث ميديا || حماة – ذكاء أسعد

لطالما تداول السوريون مصطلح “حواضر البيت” للتعبير عن الأطعمة المجهزة مسبقا” كالزيتون والمكدوس والجبن والشنكليش ” بالإضافة إلى الأصناف المحضرة كالبرغل والمخللات بأنواعها وبعض الحلويات من مربيات العنب والتين والمشمش.
تضفي هذه الأصناف من الأطعمة على برد الشتاء طيفا دافئا يتنعم به كل أفراد العائلة وتغني في كثير من الأحيان عن “الطبيخ ” كما انها تثير شعورا بالطمأنينة والأمان في كافة الظروف.
ولم تعتد الأسر السورية أن تستقبل شتائها وبيوتها تكاد تخلو من هذه الأصناف ولكن هذا العام ومع الارتفاع الكبير الذي اجتاح أغلب المنتجات الزراعية والحيوانية، سيضطر الغالبية للاستغناء عنها.
وبحسب أسعار نشرة حماية المستهلك فإن مؤونة 40 كيلو غرام من الجبن قد تحتاج أكثر من 350 ألف ليرة، كما أن مؤونة 20 كيلو من الشنكليش قد تحتاج 300 ألف، بينما قد يتجاوز تكلفة 100كيلو من المكدوس 500 ألف أضف إلى ذلك تكاليف زيت الزيتون حيث من المرجح أن يتجاوز سعر “تنكة الزيت ” 200 ألف ليرة سورية بسبب انخفاض انتاج الزيتون هذا العام.
وبالمجمل قد تحتاج أسرة سورية مكونة من خمسة أفراد لحوالي 3 مليون ليرة لتأمين مؤونتها الشتوية وهذا ما لا تستطيع فعله غالبية الأسر وعلى ما يبدو فإن هذا الشتاء سيكون شديد القسوة على الأكثرية التي ستحاول عيشها يوما بيوم.
ما الحل؟
إن توفر المنتجات الزراعية والحيوانية ومساعدة المنتجين والمربين وذلك عن طريق تأمين الأعلاف وبأسعار مدعومة بالإضافة الى التنسيق مع البحوث العلمية الزراعية لمحاولة إيجاد حلول بديلة لنقص الاعلاف وتقديم الاستشارات في مجال الطبابة البيطرية حفاظا على هذه الثروة الوطنية، قد يكون هو الحل حيث ذكر معاون مدير الزراعة الدكتور صطام الخليل للبعث ميديا أنه لابد من حماية الثروة الحيوانية والثروة النباتية والمحافظة عليها وتطويرها بغية الحصول على منتجات وفيرة وبأسعار مناسبة مما يؤدي إلى تأمين حاجيات المواطنين من هذه المنتجات بشكل قد يتوافق مع مستوى الدخل، كما يجب استغلال المساحات المتوفرة في البادية لاستزراعها بأنواع النباتات الرعوية لتوفير ما امكن من الاعلاف على المربين.
ولعل حديث الخبير التنموي أكرم عفيف حول نشر ثقافة العمل الأسري، يستحق الوقوف عنده، إذ شدد على ضرورة العمل على مشاريع التنظيم الإنتاجي الأسري من خلال الزراعات المنزلية وتربية المواشي ولو بالحد الأدنى لكل أسرة ريفية، لزيادة الإنتاجية، فسوء السياسات المتبعة من قبل الحكومات السابقة والفريق الاقتصادي أدى إلى انعدام ثقافة العمل في الريف والعزوف عنها وتحول الأيادي إلى أيدي ناعمة -حسب قوله –
لذلك لابد من تنظيم إدارة الموارد ودعمها وحسن تصريفها فتوفرها وزيادة انتاجها سيؤدي بالنتيجة لانخفاض الأسعار.