مهرجان الشعر في سلمية.. هوية متلونة دون كبارها
صحيح أن مهرجان الشعر في سلمية قد عاد للظهور مرة أخرى بعد أن طواه نسيان الصيانة والروتين الإداري في مديرية ثقافة حماة، وصحيح أن جمهور الشعر في سلمية الشغوف قد تابع فعالياته وشعراءها بشغف أكبر، إلا أن هويته التي تغنى بها شعراء سلمية ومثقفوها لسنوات خلال دوراته السبع والعشرين التي سبقت دورة هذا العام الثامنة والعشرين التي انطلقت يوم السبت في السادس عشر من تشرين الأول الجاري وعلى مدى أربعة أيام مفقودة، والأسباب كثيرة ومتعددة، أولها الصعوبات التي رافقت فترة الإعداد للمهرجان بمدة لم تتجاوز العشرين يوماً قبل الانطلاقة، وتمثلت بإعادة تشكيل لجنة قراءة النصوص الشعرية المقدمة من قبل الشعراء ومن أقرت اللجنة مشاركته شارك دون أي تدخل من إدارة المركز الثقافي، كما لوحظ وبشكل نافر أن الشعر في سلمية يعيش أسوأ أيامه لأنه في حالة تردِّ ووهن من خلال المستوى العام الذي انحنى مع تراجع السويات للشعراء حيث لوحظ أن القصائد المقدمة معظمها لم تهز الجمهور الذي بقى صامتاً باستثناء بعض القصائد الجيدة مع غياب للصور الشعرية في أغلبها فالقصائد الخطابية وحدها كان صوتها مرتفع في القاعة ولوحظ أن معظم القصائد نظمت عامودياً مع غياب لقصيدتي النثر والتفعيلة، ولن ننسى استهتار البعض بكتابة الشعر لغياب الموهبة وخاصة أن الصعود لهذا المنبر يحتاج لمقومات كثيرة ليوصف شاعراً وكانت غائبة مع غياب الأفكار على حساب الإصرار على القوافي، ولن ننسى في نهاية المطاف أن اللجنة المنظمة استعجلت إقامة مثل هذا المهرجان الهام الذي يعتبر هوية سلمية الثقافية، وذلك لردم هوة الصيانة التي كانت هي الحجة بغياب النشاطات، مع عدم مشاركة القامات الشعرية الكبيرة التي تزخر بها هذه المدينة، والأهم من كل ذلك أن المهرجان أقيم بمن حضر بعد توقفه لسنوات والأمل بعودة بقية النشاطات.
نزار جمول