الرئيس الأسد والجيش .. حوار المعرفة والقيادة
منذ زمن لم يلتق السيد الرئيس بشار الأسد ضباطاً من الجيش بمناسبة كالتي التقاهم بها يوم أمس في الأكاديمية العسكرية العليا بدمشق.بدا المشهد مهيباً داخل قاعة كبيرة ضمت جميع الضباط الخريجين من الدورة السادسة والثلاثين (قيادة وأركان).
استمر لقاء الرئيس الأسد معهم ما يقارب الساعتين بحضور السيد وزير الدفاع وكبار ضباط الجيش. حديث عميق وصريح في الفكر العسكري والسياسي والاقتصادي والتنظيمي ما يوسع أفُق الضباط الخريجين ويعينهم على قراءة الواقع بعمق واتساع، لا سيما “أننا لا نستطيع أن نفصل بين القيادة والمعرفة، أو بين شخصية القائد ومعرفة القائد” ولأن “القائد يتميز عن المرؤوسين ليس بالرتبة العسكرية وإنما بالمعرفة”. إذاً، هي مؤسسة الجيش العربي السوري الموجودة في قلب التاريخ الوطني لسورية وهي التي تصنع تاريخ البلاد.
لا مكان للنقاش في عقائدية الجيش العربي السوري لأنه جيش الشعب، المسألة محسومة ولا تمسها أية أفكار أو طروحات من قبيل فكرة الجيش الاحترافي، لأن الجيش الاحترافي لا يدافع عملياً عن قضية وطنية سياسية بل يكون كما يكون كمن يؤدي هنا حرفة أو مهنة فقط.
استطاع السيد الرئيس أن يقدم فكرة الصمود بطريقة منطقية وعملية عندما تحدث عن الصمود الإيجابي المُستَند إلى العمل والتطوير والتنظيم للدولة والمجتمع، وليس صمود الانتظار والترقب والاتكالية، ليس صمود الشكوى والتحسُّر، ليس صمود التأجيل والقول بأنه يمكننا أنه نفعل كذا وكذا عندما تنتهي الحرب. الصحيح هو أنه يمكننا دائماً أن نفعل ما هو مفيد ونحن في قلب الحرب وبعد الحرب.
لأول مرة يسمع السوريون حديثاً عن المؤسسة العسكرية ودور ضباط الجيش بمجال مختلف عن المجال الحربي القتالي وهو المجال الفكري ودور ضباط الجيش في تصحيح الأفكار المفاهيم الخاطئة، وهذا بُعدٌ مُضاف وعظيم للموقع المؤسسة العسكرية في قلب المجتمع.
ولطالما نحن في هذا العالم المضطرب، الحرب إذاً لم تنته ولن تنتهي مادامت حروب الدولار الأمريكية مستمرة، إنه إنذار وتنبيه دائم يجب أن يبقى في عقولنا إذا أردنا أن نسلم.