ثقافة وفن

كنينة دياب توقّع مجموعتها القصصية للناشئة

“وبينما هو يتجول قرب الشاطئ، سمع صراخ سيدة، ثم تتالت الصرخات، سقط طفل في الخامسة من عمره عن سلم السفينة”..

هذه المفردات الشائقة من قصة الفتى المنقذ النبيل ضمن مجموعة “سيارة الإطفاء تطلب النجدة” – قصص للناشئة- الصادرة عن اتحاد كتّاب العرب للأديبة كنينة دياب، التي وقّعتها في جناح اتحاد الكتّاب العرب في معرض الكتاب في مكتبة الأسد.

وكان للبعث ميديا هذا الحديث معها حول المجموعة.

-نبدأ من العنوان المثير كيف تطلب سيارة الإطفاء النجدة؟ وماذا عن مضمون المجموعة؟

لابد أن يكون عنوان المجموعة جدلياً حتى يلفت الطفل الذي ينتبه بذكاء إلى العنوان، كيف سيارة الإطفاء التي تنقذ الناس هي تطلب النجدة، فالعنوان يشجع الأطفال على القراءة ويشدهم إلى الأفكار. وهو عنوان إحدى القصص من المجموعة المخصصة للناشئة من عمر عشر سنوات حتى الأربع عشرة سنة، فاللغة التي أكتب بها لهذه الفئة العمرية مختلفة تماماً عن اللغة التي أكتب بها للطفولة المبكرة، ومختلفة عن لغة فئة اليافعين بعمر الثامنة عشرة، فمن الضروري ضبط المفردات بالتشكيل، ووضع صورتين داخل السرد القصصي، وبرأيي هذه المرحلة المحيرة تتطلب أن تكون اللغة مبسطة لكن ليس إلى حد الطفولة المبكرة، لأنها تتضمن مفردات جديدة تثير التفكير بمعناها، وتكون شائقة أيضاً وتفتح مداخل للتفكير بموقعها ضمن الجملة، وفي الوقت ذاته تتوافق مع مستويات المناهج التدريسية لأنني أطلع على المناهج.

أما من حيث المضمون فيتنوع بين مضامين عدة تتمحور حول التعاون والتشاركية والمحبة والانتماء، فالقصة التي حملت عنوان المجموعة التي تحكي عن لعبة سيارة الإطفاء التي اختارها الطفل هدية لكنها خرجت عن سيطرته في حديقة البناء، تدعوه للتفكير “لكنه تساءل بينه وبين نفسه: ترى لماذا تكون الهدايا للأولاد صاخبة وعنيفة، وللبنات هادئة ولطيفة؟”.

– لماذا تعتمدين على النهاية المفتوحة؟

أميل في أغلب قصصي إلى ترك النهاية الخاضعة لحلول مختلفة حتى يفكر الطفل بالنهاية وأحياناً يختار النهاية التي تروق له فيكتبها بخياله، بالتأكيد استفدت من تجربتي في ورشات تعليم كتابة القصص للأطفال، وقد جمعنا القصص في كتاب وقعوا عليه، العنصر الهام الذي أركز عليه ألاّ تكون النهاية حزينة.

-كيف اخترت العناوين بفنية مباشرة أم بعيدة ضمن التلميح والإيحاء؟

اختيار العنوان يستمد من روح القصة قد يكون كلمة تكررت في أسطرها، أو جملة أو فكرة مثل عنوان قصة “ليال تتعلم الخياطة- السمكة الملونة تحذر صديقاتها- الصديق المزيف- غيماتي وخرافي، وفي قصة “هو يحفر وهي تملأ”، القائمة على تباين الهوايات لطفلين من مدينتين مختلفتين هو يحفر وهي تردم حتى يتوصلا في نهاية القصة إلى حل مشترك يعبّر عن الصداقة والمشاعر الوجدانية بالتعامل ضمن علاقات الطفولة البريئة، ويمتد إلى الانتماء الوطني الذي يجمع جميع الطوائف والانتماءات تحت سمائه، “وأنه حتى في أوقات اللهو لابد من وجود التفاهم والتعاون”.

ما الجديد في هذه المجموعة؟

الاختلاف بالأسلوب عن المجموعة السابقة “فارس يودع الطفولة” التي اعتمدت على سياق سردي واحد على مبدأ المتصل- المنفصل- فبطل المجموعة فارس يستمر في كل القصص، قد تقرأ بشكل متواصل أو منفصل، فكل قصة هي قصة متكاملة، بينما في هذه المجموعة كل قصة مختلفة عن الأخرى.

وأثنت كنينة دياب في نهاية الحديث على وجود المعرض رغم كل ما تعرضت له سورية، ورأت الزائرين متشوقين للقراءة، مؤكدة أن المعرض بحاجة إلى متابعة إعلامية أكبر من قبل جميع وسائل الإعلام، خاصة أن المعرض للكتاب السوري.

ملده شويكاني