مانيا سويد: معرض الكتاب السوري.. صوت الثقافة صادحاً
تشارك المغتربة د.مانيا سويد الصحفية والكاتبة التي تُدرّس مادة الصحافة في إحدى جامعات الإمارات، من خلال دار نشرها “سويد”، بمعرض الكتاب السوري، وقد عبَّرت في حوارها مع “البعث ميديا” عن سعادتها لمشاركتها، مشيرة إلى أن تأسيسها للدار في دمشق بدأ بحلم منذ العام 2008، إلا أن ظروفاً كثيرةً حالت دون أن يتحقق، وظلّ الحلم مؤجلاً بالنسبة لها لغاية العام 2019 حيث باشرَت إجراءات التأسيس لها إلى أن كان الافتتاح الرسمي في العام 2020 دون أن تخفي استهجان واستغراب بعضهم من افتتاح دار نشر وارتدادات الحرب ما زالت قائمة، مؤكدة أنها أقدمت على هذا المشروع دون تردد أو خوف أو اعتباره مغامرة لأنه لم يكن مشروعاً تجارياً يسعى للربح، وهي المدركة أنه مشروع غير رابح، فهي تكتب منذ العام 2000 ولغاية اليوم لم تربح من مؤلفاتها التي تتجاوز الخامس والعشرين، بل على العكس تماماً، فهي تنفق على هذه الكتب من هنا وهي المغتربة في دولة الإمارات منذ 22 عاماً، وكانت مصرّة على تأسيس الدار كمشروع ثقافي في سورية لمساعدة الجهات الثقافية في دعم أصحاب المواهب الناشئة بشكلٍ خاص، حيث وقّعت اتفاقية تعاون بينها وبين اتحاد الكتّاب العرب لدعم هذه الفئة الناشئة التي عاشت ظروف الحرب، انطلاقاً من الإيمان بضرورة الاستماع إلى آرائها وتجاربها الأليمة التي عاشتها طيلة سنوات الحرب، ولأهمية أن نقرأ وجهة نظرهم ويومياتهم.
دار النشر ليست مشروعاً تجارياً
وبيَّنت سويد أن الدار بدأت بالنشر لشخصيات ثقافية وأدبية معروفة كالديوان الأخير لشوقي بغدادي “بعد فوات الأوان” ويوميات نزيه أبو عفش، حيثُ كان من المهم بالنسبة للدار برأيها أن تكون البداية قويّة، وبعد ذلك تم التوجه للفئة الناشئة للأخذ بيدها مثل الشاعرة منال يوسف وهي من ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث كان من الضروري أن تتبنى الدار موهبتها لأنها بحاجة لحضنٍ ثقافي يرعاها، وهذه كانت أهم أهداف الدار دون أن يكون لها أي هدف مادي لأنها ليست مشروعاً تجارياً، موضحة سويد أن كتابات الناشئة في معظمها خواطر بعيدة عن الشعر والرواية، وهذا أمر طبيعي لمن في أعمار هذه الفئة التي يغريها ما هو سريع والوصول إلى النتائج بسرعة، ولا تنكر سويد أننا بحاجة إلى هذه الخواطر لأنها تُكتب بصدق ولأننا بحاجة إلى النَّفس الصغير لليافعين لأننا جيل محبط والخيبة معشعشة فينا، مؤكدة أن بعضهم يكتب بهدف الشهرة، وهنا تأخذ الدار دورَ الناصح لهم على أن الكتابة تقوم على الكلمة التي تدخل إلى القلب بعيداً عن تقديم ما هو استعراضي.
صوت الثقافة عالٍ
وتعتز مانيا سويد اليوم من خلال ما أنجزته عبر الدار بكل الخطوات التي خطتها، ومنها وجودها في معرض الكتاب السوري بعد أن أصبح الحلم الذي كانت تحلم به حقيقة من خلال المشاركة في المعرض ضمن جناح يضم أحدَ عشر كتاباً, مبينة أن المشاركة في المعرض والانطلاق بدارها من بلدها سورية، ودمشق بالتحديد كان يعنيها كثيراً، مؤكدة أن إقامة معرض الكتاب السوري في هذا الوقت بالتحديد هو مؤشر إيجابي لما هو قادم وخطوة تحسب لوزارة الثقافة التي دعت لهذا المشروع ودعمته ولمكتبة الأسد بإدارتها الناجحة له ولدور النشر التي تشارك فيه لتكون شريكاً حقيقياً في أن يبقى صوت الثقافة صادحاً.
مشاريع قادمة
وأشارت سويد إلى أن هناك مشاريع عديدة قادمة للدار، في مقدمتها الكتاب والبيع الإلكتروني كخطوة قادمة لأن التسويق الإلكتروني أصبح من الأولويات، إضافةً إلى مشروع شراكة مع دار أخرى لإصدار مذكرات الأب الياس زحلاوي -طبعة ثانية- تكريماً له، حيث سيقام على هامش إصدار الكتاب حفل سيعرض فيه فيلم من إنتاج الدار يرصد مسيرة حياته، وسيكون الكتاب في متناول اليد خلال الأشهر القادمة، منوهة إلى أن للدار توجهات أخرى كإنتاج أفلام وثائقية ترصد حياة بعض الشخصيات.
أولاد من نوع آخر
وتوضح أ.سويد وهي التي تمارس الكتابة منذ طفولتها أنها وبعد الإنجاب قررت أن تنجب أولاداً من نوع آخر، فكانت البداية بكتابة القصة، ثم اتجهت للرواية كنوع من التحدي إلى أن أصبح في رصيدها نحو 25 مؤلفاً أرادت أن تكون خير إرثٍ لهم، نذكر منها: موسوعة سينما وأعلام، موسوعة سينما وأدب، شوقي وشكسبير، بالإضافة إلى ثلاث روايات “سيروقوني، وجدان، عائد بخير زاد” وثلاث مجموعات قصصية “أوراق الكينا، عناقيد اللؤلؤ الأحمر، أعواد ثقاب” وحالياً تعملُ على رواية “الضُّبَاح” وهو صوت الثعالب أثناء نبش القبور والذي سيرى النور قريباً، كما سيشهد معرض الكتاب توقيعها لروايتها “وجدان” بحلتها الجديدة يوم الاثنين القادم، كما شاركت بندوة “التواصل بين الرواية والفنون” التي أقيمت يوم أمس السبت ضمن الفعاليات الثقافية المرافقة للمعرض.
أمينة عباس