وليد ناصيف: معرض الكتاب السوري إعادة إحياء للكتاب الورقي
حرصاً على التواجد والمشاركة بغضّ النظر عن النتائج، يصرّ الناشر وليد ناصيف على المشاركة في معرض الكتاب السوري من خلال دار نشره “الكتاب العربي” بهدف إعادة إحياء الحركة الثقافية والنشاط الثقافي في سورية، والتأكيد على أهمية الكتاب والعودة إليه، لا إلى وسائل التواصل والميديا التي تفقر العقل والإبداع عند الإنسان، موضحاً في حواره مع “البعث ميديا” أن معرض مكتبة الأسد الوطنية له اسم وصيت على مستوى العالم العربي وهو معرض دولي مهم ومن أهم المعارض العربية وقد حالت ظروف الكورونا وضرورة التباعد دون إقامته هذا العام، مبيناً أنه ومع سيطرة الكتاب الإلكتروني ووسائل التواصل كان لا بد من إقامة نشاط لتحريك وضع الكتاب الورقي، خاصة وأن قارئنا السوري هو قارئ مثقف وواع، لذلك جاءت فكرة إقامة معرض سوري للناشرين السوريين فقط ولإصداراتهم من العام 2015 حتى اليوم، حرصاً من وزارة الثقافة على إحياء الكتاب الورقي والنشاط الثقافي، واطلاع القرّاء على المنتجات الجديدة للناشرين.
الكتاب الورقي وثيقة ومستند
وكناشر دار الكتاب العربي في دمشق والقاهرة ودار الوليد في القاهرة يعترف ناصيف بتراجع مكانة الكتاب وأزمة القراءة بسبب سيطرة وسائل التواصل والميديا التي باتت تشغل الناس عن الكتاب الورقي الذي هو الأساس والذي يعدّ وثيقة ومستنداً لا يمكن الاستغناء عنه، فكل تاريخنا موجود بين دفتيه، في حين أن الميديا ووسائل التواصل وويكيبيديا برأيه قد وجِدت لتزوير التاريخ والحقائق ولخدمة أصحاب المصالح الاستعمارية التي تمرر المعلومات الخاطئة وما تريده من معلومات تصب في مصلحتها.
مهنة سامية
وعلى الرغم من كل الظروف الصعبة المحيطة بصناعة الكتاب، إلا أن ما يجعل ناصيف مستمراً بعمله في دار نشره، إيمانه بالرسالة التي يقدمها من خلال هواية ومهنة سامية يمارسها منذ سنوات طويلة بتقديم العلم النافع الذي تتطور من خلاله الأمم والحضارات، وهو وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي أدت إلى تراجع القراءة واقتناء الكتاب لم يفكر يوماً بالتوقف عن ممارسة هذه المهنة والبحث عن مهنة أخرى، كما فعلت دور نشر كثيرة بحثاً عن مشروع تجاري آخر أكثر ربحاً، احتراماً منه للمهنة السامية التي يعمل بها والتي حقق من خلالها في السابق النجاح الذي هو اليوم الرصيد الذي ينهل منه لتبقى الدار مستمرة، وليكمل المسير الذي بدأه منذ سنوات طويلة، مبيناً أن أول طبعة من كتاب الدار كانت في العام 1980 بمعدل 3000-4000 نسخة، وفي التسعينيات أصبحت 2000 نسخة وفي العام 2000 أصبحت 1000 نسخة، أما اليوم فأصبحت بين500 و1000 نسخة، على الرغم من أن الدار تمتلك أسواقاً كبيرة في العالم العربي وسورية، ومع هذا يؤكد على أنه مصمم على الصمود والوقوف بوجه كل الأعاصير التي تعصف بالكتاب، وفي وجه تسارع وسائل الاتصال والمعلومات الموجهة لخدمة أغراض معينة، مشيراً إلى أن دار نشره تُعنى بنشر الترجمات والرواية وكتب علم النفس والفلسفة والسياسة والإعلام وكتب التراث ومختلف أنواع الكتب الأدبية والعلمية والفنية لتقدم للقارئ كافة الاحتياجات،مع إشارته إلى أن الرواية اليوم تأتي في المقام الأول لدى الشباب والكبار.
أمينة عباس