ثقافة وفن

“أيقونات فنيّة”.. حضور مميّز لمدارس الفن التشكيلي

احتضنت صالة المعارض في دار الأسد للثقافة في اللاذقية معرض “أيقونات فنيّة”، بمشاركة ٢٧ فنّاناً وفنانة من سورية، مع مشاركة عربية، ضمن تظاهرة فنية اغتنت بحضور الشخصيات الثقافية والفنيّة، وبتنوع الأعمال المشاركة في مجال التشكيل والنحت، فكان المعرض، الذي دعت إليه دار الأسد للثقافة، وأشرفت على تنظيمه الفنانة فاطمة ساعي، ملتقىً للفن والإبداع.

افتتح المعرض بلوحة للفنان وليد هيكل، واختتم بعمل نحتي للفنانة مها يازجي، وضمّ المعرض ٣٢ لوحة مختلفة من مدارس الواقعية والتعبيرية والتجريدية والسريالية، منها لوحات تصوير زيتي، إكرليك، مائي، وفحم، إضافة إلى ٩ أعمال نحتية خشبية، جبس، رخام”، وقدّم هذه الأعمال الفنانون والفنانات: أمير حمدان، أحمد الخطيب، إياد ناصر، بولس سركو، تيسير رمضان، رنا محمود، زهير خليفة، حسن حلبي، حسن سليمان، حسين صقور الفينيق، سودابا الضرف، سوسن حاج إبراهيم، سامر مصري، عيد شاهين، فراس علاء الدين زيوس، فاطمة ساعي، كلارا قرو، د.لجين حمدان، محمد الركوعي، معتز العمري، محي الدين الحمصي، محمود سالم، مهند علاء الدين، مها يازجي، ناديا الحلواني، نورا حمدان، وليد هيكل.

وأشار مدير الثقافة مجد صارم خلال افتتاح المعرض إلى حالة التميّز التي تظهر في المعرض على مستوى الفنانين المشاركين والأعمال اللافتة التي يشاركون فيها واستقطاب المعرض لفنانين من أجيال متعددة وغناه بالتجارب الفنية المميزة وحرص الفنانين على تجسيد إبداعات فنية يواكبها ويتفاعل معها الجمهور، في حالة حوارية تفاعلية تعكس جمالية هذه الفعالية الثقافية الفنية.

أوضحت الفنانة فاطمة ساعي، المشرفة على تنظيم المعرض، ” أن إقامة مثل هذه المعارض التي تكرّس الاهتمام بالفن التشكيلي تعدّ من أهم وأبرز الأهداف التي يتم التركيز عليها لتعزيز العمل الثقافي، ولفتت إلى أنّ أهمية معرض “أيقونات فنيّة”، تكمن في مساهمتها بإغناء الحركة الثقافية والتشكيلية في تلاقي الفنانين ليعبّر كل فنان عن إحساسه ورؤيته بريشته وألوانه وليتعارف ويتحاور الفنانون ويتبادلوا الخبرات والتجارب فيما بينهم، حيث إنّ المشاركين في المعرض من مراحل عمرية مختلفة، وهذا ما أظهر بصمة كل فنان من خلال لوحاته وأعماله التي تعكس حالات عديدة بأساليب تعبيرية مختلفة ومتنوعة، وأكدت الفنّانة ساعي أهمية استمرار المعارض لتوسيع جسور التواصل والتفاعل في الخبرات والمهارات، ففي المعارض يتجلّى مدى تطور تجربة الفنان نفسه أمام الفنانين، وعن رسالة الفن التشكيلي قالت: الفن التشكيلي له دور يتمثل بالرسالة الجمالية التي يقدّمها الفنان بحاسّة فنيّة وجمالية تلامس واقع مجتمعه وهمومه وقضاياه، ويسعى إلى تجسيدها في أسلوب فني لإيصال رسالته بطريقة أكثر جاذبية، فرسالة الفن التشكيلي هي رسالة المحبة والسلام لكل دول العالم وإبراز رسالة الفن التشكيلي رغم الضغوط التي نعيشها.

وأشارت الفنانة ساعي إلى تلازم البعد الثقافي والفنّي والجمالي في تعبير الفنّان عن حبّه لوطنه: ننشر الفن وجمال بلادنا أمام العالم، نبقى معاً ويداً واحدة مع وطننا وقائدنا وشعبنا ونُظهر جمال سورية التي ستبقى صامدة أبيّة، وسيصل جمال بلادنا إلى كل العالم من خلال نشر الثقافة الفنية وكل أنواع الفنون، وهنا تكمن القيمة السامية لرسالة الفن، ومن هنا جاء تنظيمي للمعرض لإيصال هذه الرسالة بكل تجلّياتها وأبعادها ودلالاتها.

من جهته مدير دار الأسد للثقافة، ياسر صبّوح، رأى في المعرض تظاهرة فنيّة هامة بدلالاتها التعبيرية كونها تجمع نخبة من الفنانين المبدعين الذين أرادوا أن يؤكدوا في مشاركتهم وأعمالهم أن الفنّان برغم كل الظروف والتحديات هو أقوى من كل الانكسارات والخيبات، وهو أقدر على تقديم الجمال والأمل والإبداع برؤى وأساليب وأفكار تجدد مسيرته وتجربته، وفي الوقت نفسه تتيح للمتلقي أن يتلقف ويتابع ويتفاعل مع هذه الأعمال الإبداعية بكل ما تكتنزه من جماليات الفن، وأوضح صبّوح أن دار الأسد للثقافة تستقطب باستمرار مثل هذه المعارض والملتقيات التي تشكّل محطات ثقافية فنية حوارية تحمل قيمة مضافة ما يجعلها محطات للإبداع وملتقيات للمبدعين.

مروان حويجة