ثقافة وفن

في الذكرى الستين لتأسيس معهد صلحي الوادي.. (١٩٥) طالباً في احتفالية موسيقية بدار الأوبرا اليوم

تقيم وزارة الثقافة، بالتعاون مع دار الأسد للثقافة والفنون ومعهد صلحي الوادي، احتفالية موسيقية على مسرح الأوبرا، مساء اليوم الأحد، بمناسبة الذكرى الستين لتأسيس معهد صلحي الوادي، ويشارك فيها طلاب المعهد من خلال، أوركسترا الكلاسيك، تدريب راما البرشة وقيادة جورج موسى، أوركسترا الغيتار تدريب نادين تقي الدين وقيادة يزن الجاجة، أوركسترا وكورال الموسيقا العربية بقيادة مهدي المهدي، مدرب الكورال سومر النجار، أوركسترا الجاز بقيادة دلامة شهاب، بمشاركة طلاب الإيقاع تدريب أحمد علي.
وبيَّن المايسترو عدنان فتح الله عميد المعهد العالي للموسيقا وقائد الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية أنه كان قائداً لأوركسترا الموسيقا العربية لمعهد صلحي الوادي في الحفل التأسيسي لها على مسرح مكتبة الأسد الوطنية في دمشق عام 2008، وهو اليوم وبمناسبة العيد الستين لتأسيس المعهد سيكون ضيفاً على أوركسترا معهد صلحي الوادي للموسيقا بدعوة من قائدها الحالي المايسترو مهدي المهدي ليقودها في مقطوعة “العم أحمد” لعمر خيرت، معبّراً عن سعادته التي لا يستطيع وصفها بوجوده مع هذه الأوركسترا التي بدأ معها منذ التأسيس، موجهاً الشكر للمهدي لوفائه لهذا المشروع ولجهوده التي يبذلها لاستمراره، ولإدارة المعهد المتمثلة بـ أ.بريام سويد على دعمها ومتابعتها.

الاستثمار في الثقافة
وبيَّن مدير معهد صلحي الوادي أ.بريام سويد أن العدد الكلّي للمشاركين في الاحتفالية هو ١٩٥ طالباً من طلاب معهد صلحي الوادي بين عازف ومغني كورال، بمشاركة بعض الأساتذة في بعض الأقسام، وهذا العدد يشكل ١٨ % من العدد الكلي للطلبة في المعهد، مؤكداً سويد أنه لا توجد مؤسسة موسيقية رسمية أو غير رسمية لديها هذا العدد الكبير وهذا التنوّع، وأشار إلى أن تجهيز هذه الفرق للمشاركة في هذه الاحتفالية بدأ مع نهاية الشهر السابع، شاكراً الأساتذة والقادة والمدربين على ما بذلوه من جهود لتكون الاحتفالية حفلاً يليق بمعهد صلحي الوادي، وبهذه المُناسبة أكد سويد أن الطّلاب هم المعهد، فالمعهد دونهم هو عبارة عن جدران وموظفين إداريين، موجهاً الشكر لهم ولأهاليهم الذين يستثمرون في أولادهم بشكلٍ صحيح ويفتحون أمامهم خيارات بأن تكون الموسيقا في يوم من الأيام دراسة وخياراً ثانياً في الحياة، لذلك يقول لهم شكراً لكم لأنكم تشاركوننا هذه الكنوز.. أطفالكم، ولو لم يكونوا كذلك لما كانوا في المعهد لأن الموسيقا موهبة، ومن ليس لديه هذه الموهبة من الصعب أن يستمر فيه، كما توجه سويد بالشكر للأساتذة، فالمعهد برأيه لا يساوي شيئاً دونهم، متمنياً أن يتكاتف الجميع للمحافظة عليه في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي نمر بها، مبيناً أن وزارة الثقافة لديها استراتيجية معينة لدعم هذه المعاهد، ربما لا نلمسها، ولكن عندما نعرف أن وزارة الثقافة تقوم كل سنتين بشراء آلات موسيقية للمعاهد بملايين الليرات يجب أن ندرك مدى اهتمامها بهذا المعهد والمعاهد الأخرى، مشيراً إلى أنه لا توجد دولة في العالم تمر بعشر سنوات حرب وانهيار اقتصادي وتردّي الحالة الاجتماعية وتستمر في الاستثمار بالثقافة.

الاحتفاليّة حقّ وواجب
وأكد المايسترو مهدي المهدي قائد أوركسترا الموسيقا العربية أن مشاركة الأوركسترات في هذه الاحتفالية حق وواجب عليها وهي التي تنتمي لمعهد صلحي الوادي الذي خرّج خلال ستين عاماً أجيالاً رفدت المشهد الثقافي السوري بموسيقيين محترفين قادرين على تقديم جميع أنماط الموسيقا مثل الموسيقا الكلاسيكية والموسيقا العربية وموسيقا الجاز، مؤكداً أنه لولا هذا المعهد لما رأينا هذا الكمّ من الموسيقيين السوريين المحترفين داخل سورية وخارجها، ولما كان هنالك مؤسسة مثل المعهد العالي للموسيقا الذي يُعتبر امتداداً لمعهد صلحي الوادي للموسيقا، مبيناً أن هذه الأوركسترات تقوم بإعداد طلاب المعهد ليكونوا موسيقيين محترفين يستطيعون تأدية الأعمال الموسيقية بحرفية عالية، وهذا يتطلب مجهوداً كبيراً أثناء التدريبات ومسؤولية كبيرة أمام الجمهور للوقوف على أهم مسرح في سورية، موضحاً أن أوركسترا الموسيقا العربية والكورال التي يقودها تقوم بتسليط الضوء على التراث للنهوض بموسيقانا العربية وتوثيقها وتطويرها، مشيراً إلى أنها ستقدم في الاحتفالية أعمالاً تراثيةً وآليةً مثل “موشح نَمَّ دمعي” لرائد المسرح العربي “أبو خليل القباني”، وأغنية “نقيلي أحلى زهرة” ألحان زكي ناصيف، و”قضية عم أحمد” لعمر خيرت، ليكون الختام بنشيد “موطني” ألحان محمد فليفل وجميع هذه الأعمال من توزيعه، في حين أشرف على تدريب الكورال أ.سومر النجار، منوهاً إلى أن الأوكسترا ستستضيف عميد المعهد العالي للموسيقا وقائد الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية المايسترو عدنان فتح الله ليكون قائداً للأوركسترا في إحدى المقطوعات وفاءً من هذه الأوركسترا لفتح الله مؤسسها الأَول، إذ تأسست هذه الأوركسترا على يده عام 2008 ومن ثم أعيد تأسيسها عام 2019 على يد المهدي الذي شكر في نهاية تصريحه إدارة دار الأسد للثقافة والفنون التي وفرت مكاناً لتدريبات الأوركسترا، وبريام سويد مدير المعاهد الموسيقية والباليه ومدير معهد صلحي الوادي للجهود التي بذلها لإقامة هذه الاحتفالية.

عاصرت كل المدراء
وبيّنت أ.عبير الجابي، مسؤولة الأنشطة في المعهد وهي التي تعمل فيه منذ العام 1993 أنها عاصرت كل المدراء الذين تولّوا إدارة هذا المعهد: صلحي الوادي، فايز علبي، أثيل حمدان، ناهل الحلبي، جوان قره جولي، محمد زغلول، آندريه معلولي، عدنان فتح الله، فادي عطية، نسرين حمدان وبريام سويد، مشيرة إلى أن الراحل صلحي الوادي استمر في إدارته للمعهد أربعين عاماً، وتميّز بشخصيته القوية، وكان رجلاً أكاديمياً بكل معنى الكلمة، وكان له الفضل في تأسيس المعهد عام 1961 إلى جانب زوجته سينثيا مدرسة البيانو، وأ.إلهام أبو السعود وأ.خضر جنيد وكان مقر المعهد الذي كان اسمه المعهد العربي في منطقة الحلبوني 1961- 1967 ثم انتقل إلى العفيف مقرّه الحالي الآن، مبينة أن الفترة الأولى للمعهد تميزت بوجود خبراء روس وبعدد قليل من الفرق والحفلات، في حين كان الأساتذة متفرغين للمعهد، وبالتدريج قلّ عدد الخبراء بحيث لم يعد لهم وجود منذ الحرب على سورية، ولكن ذلك لم يُسبّب أي مشكلة لأن الطلاب الذين تخرجوا من المعهد ملؤوا الفراغ الذي تركوه، ومع الأحداث هاجر وسافر الكثير منهم، في الوقت الذي أصبحت هناك فرق كثيرة ومعاهد موسيقية كثيرة مع ازدياد عدد الطلاب، الأمر الذي أدى إلى وجود أزمة حقيقية على هذا الصعيد، منوهة إلى أن أغلب مدراء معهد صلحي الوادي كانوا يدرّسون فيه.

أمينة عباس