دوليسياسة

أردوغان مريض لدرجة لا تسمح له بالترشح لعام 2023

أشار ستيفن أيه كوك، كبير باحثي دراسات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، في مقال نشرته مجلة “فورين بوليسي” مؤخراً، إلى أن الرئيس التركي رجب أردوغان قد يكون مريضاً جداً بحيث لا يمكنه الترشح لإعادة انتخابه في عام 2023.

جمع كوك مجموعة من مقاطع الفيديو التي أظهرت أن أردوغان يعاني من صعوبات جسدية خطيرة، ويحتاج إلى المساعدة، حيث ظهر أردوغان في إحدى الحالات، مرتبكاً لا يستطيع المشي أو نزول السلالم إلا بمساعدة زوجته ومساعديه، وفي مشهد آخر، يجد صعوبة مرة أخرى في المشي باتجاه أنيت كابر، ضريح مؤسس تركيا مصطفى كمال أتاتورك.

وفي أحدث مثال، تم تصوير الرئيس منهكاً وهو يلقي خطاباً متلفزاً أثناء بث مباشر لتحية حزبه بمناسبة الأعياد. كانت الشائعات حول تدهور صحة الرئيس، خاصة المتعلقة بنسيانه المتزايد ومعاناته من مشاكل التنفس والارتباك والقيء وغيرها، تملأ الشارع التركي منذ عقد من الزمان على الأقل، وكان يرددها في بعض الأحيان ممثلون داخل البلاد وخارجها. لكن الملفت للنظر، عدم وجود شفافية حول صحة أردوغان الجسدية داخل الأوساط المعنية، كما لا يوجد تحديث دوري لحالته.

لم يستشهد كوك بتقرير طبي ملموس، كما أنه لا يدعي حصوله على معلومات من الداخل. وهذا الأمر ليس مفاجئاً، نظراً لقلة المعلومات التي يعرفها الجمهور التركي.

جدير بالذكر، أن أردوغان منذ عام 2012 خضع للعديد من العمليات الجراحية، لكنه لم يكشف علناً عن سبب هذه العمليات بالضبط. وبالتالي، إذا كان أردوغان سيغيب عن المشهد، كما يعتقد كوك، فهناك احتمال أن يبرز من داخل الحلقة المحيطة لأردوغان، رئيس المخابرات هاكان فيدان، ووزير الدفاع الوطني خلوصي أكار، ووزير الداخلية سليمان صويلو. وهم الثلاثة المرشحون لانتزاع المنصب الرئاسي من أردوغان، وبحسب كوك فإن أكار هو الأكثر حظاً لتولي القيادة، وذلك نتيجة عدم معرفة الجمهور التركي الكبيرة بـ هاكان فيدان، بسبب طبيعة عمله الاستخباراتية، بالإضافة إلى الضرر الكبير الذي لحق بصورة صويلو، بعد أن أشار أحد رجال المافيا التركية إلى أنه ضالع في عمليات فساد وجريمة منظمة في سلسلة من مقاطع الفيديو أثارت ضجة هائلة. وتابع كوك بأن البعض في واشنطن قد ينظر إلى وزير الدفاع التركي باعتباره براغماتياً يمكن التعامل معه، رغم أن لا أحد يتوقع أن يكون أكار ودوداً تجاه الولايات المتحدة، فقد تواطأ أكار لمعاقبة الضباط الأتراك الذين أمضوا وقتاً طويلاً في أوروبا أو الولايات المتحدة في إطار تحالف الناتو، كما كان مسؤولاً عن الموقف العدواني لتركيا في البحر الأبيض المتوسط خلال صيف عام 2020 والذي وضع أنقرة في مواجهة حليفتيها في الناتو اليونان وفرنسا. ختم كوك: “سيكون خطأ كبيراً تجاهل الإشارات التي تشير إلى أن صحة الرئيس التركي آخذة في التدهور”.

 سمر سامي السمارة