“قمة الديمقراطية” الأمريكية!
في يومي 9 و 10 كانون الأول القادم سيعقد رئيس الولايات المتحدة جو بايدن “قمة الديمقراطية” في العاصمة واشنطن، رافعاً شعار “الديمقراطية لا تحدث بالصدفة، علينا الدفاع عنها، والقتال من أجلها، وتقويتها، وتجديدها”.
هذا الشعار الذي يرفعه الرئيس الأمريكي ما هو إلا استمرار للتقليد الأمريكي المتمثل في دعم الانقلابات في جميع أنحاء العالم، من إيران في عام 1953 إلى بوليفيا في عام 2019.
ولهذه القمة سيذهب ممثلون من 109 دول إلى الولايات المتحدة لحضور الندوة لمعرفة كيفية استعادة الديمقراطية وتجديدها والنضال من أجلها. كما تمت دعوة بعض الممثلين من الولايات المتحدة حتى يتمكنوا أيضاً من تعلم كيفية الدفاع عن ديمقراطيتهم في حالة اقتحام مثيري الشغب مبنى البرلمان الوطني كما فعلوا في كانون الثاني الماضي، وأسفر حينها عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل.
لقد أمضى صامويل هونتنغتون، صاحب نظرية الانقلاب المفضل والحضاري، فصلاً كاملاً حول تعريف الديمقراطية، وخلص إلى أن أفضل شيء هو “انتخابات نزيهة ودورية، يتنافس فيها المرشحون بحرية على الأصوات، وفي مثل هذه الانتخابات يحق لجميع السكان البالغين التصويت”.
يقول سونر تشاغابتاي، زميل مركز “بير فاميلي” ومدير برنامج الأبحاث التركي في معهد واشنطن: “إن عدم التواجد في تلك القائمة كان “لائحة اتهام من قبل بايدن بانزلاق تركيا لتكون دولة استبدادية”. لكن على ما يبدو، هذا “الخبير التركي” ينقصه المعرفة بالجغرافيا، فقد اعتقد أن تركيا كانت الدولة الوحيدة في أوروبا التي لم تدرج في القائمة.
ويزعم موقع “بوليتيكو” الأمريكي أن البلدان التي لم تتم دعوتها يتم تهميشها من قبل إدارة بايدن. ويستشهد الموقع الإخباري أيضاً بوثيقة يبدو أنها عبارة عن تجميع لإنجازات إدارة بايدن التي يخطط المسؤولون الأمريكيون لنشرها في المؤتمر، لكن سارة ريبوتشي من “فريدوم هاوس” قالت: “لا يهم ما تفعله الديمقراطيات”.
وقام عالما السياسة مارتن جيلينز من جامعة “برنستون”، وبنيامين آي بيدج من “نورث وسترن” بطرح السؤال الجوهري حول حكومة الولايات المتحدة: من يحكم؟. واحد فقط من كل أربعة أجاب أن “الشعب” هو من يحكم. وقال الآخرون: “إن مجموعات المصالح الجماعية ومجموعات الأعمال والنخبة الاقتصادية هي من تقود الحكم”.
يذكر أنه وفقاً لآخر إحصاء، قامت الولايات المتحدة بدعم 64 انقلاباً سريّاً وستة انقلابات علنية.
ترجمة: البعث ميديا