ألمانيا تحذو حذو فرنسا وتعيد القطع الأثرية للمكسيك
13 قطعة أثرية من زمن حضارة المايا وتيوتيهواكان أخفيت لما يقرب من 15 عاماً في مزرعة سكسونية، سلمتها ألمانيا للمكسيك وغواتيمالا بعد أن اكتشفتها الشرطة العام الماضي في قبو عقار يقع في بلدة كلوتسه (ساكسو- أنهالت) بين برلين وهانوفر.
ورحب السفير الغواتيمالي خورخي ليمكي أريفالو ونظيره المكسيكي فرانسيسكو كيروجا في العاصمة الألمانية بما وصفوه “التعويض النموذجي”.
“هذه الممتلكات لها أهمية رمزية وثقافية كبيرة لهوية وتاريخ بلادنا”، بحسب ما شدد ممثل المكسيك في ألمانيا بمناسبة الاحتفال الذي تم تنظيمه في مبنى برلين لتمثيل منطقة ساكسو – أنهالت. “التراث الثقافي لبلد ما ليس للبيع “، رسالة أيدها أيضاً سفير غواتيمالا: “يمنحنا هذا الأمل في أن يتمكن مالكو قطع أخرى مماثلة في مجموعات خاصة أيضاً من اتِّباع هذا المسار”.
“التجارة غير المشروعة في السلع الثقافية يجب تجنبها ومكافحتها”، يؤكد راينر هاسيلهوف، الوزير – رئيس ساكسو – أنهالت، مضيفاً أن “الأشياء التي سرقها اللصوص من القبور أو من المستوطنات السابقة ليست فقط في المتاحف، ولكن يمكن العثور عليها أيضاً في الأقبية”، في إشارة إلى المجموعات الأفريقية المحفوظة في المتاحف الألمانية والتي تطالب بها عدة دول في جنوب الصحراء الأفريقية.
وتتكون المجموعة من تماثيل صغيرة وأطباق وعدة قطع من الرؤوس، بالإضافة إلى فنجان منحوت للشرب. موطن قطعتان منها هو مدينة تيوتيهواكان القديمة، أكبر مدينة في الولايات المتحدة ما قبل كولومبوس وتقع على بعد حوالي 40 كيلومتراً من مكسيكو سيتي. أما باقي القطع فهي تعود إلى غواتيمالا الحالية حيث قلب حضارة المايا.
وكان المالك السابق لهذه المجموعة الصغيرة من القطع الأثرية التي تعود إلى حقبة ما قبل كولومبوس، قد دفنها في قبو في العام 2007، داخل قفص حيث استقرت أيضاً بندقيتان يعود تاريخهما إلى الحرب العالمية الثانية.
ذكريات جده، بحسب المالك الذي اتصل بالسلطات بمبادرته الخاصة عام 2020، قائلاً إنه يريد مواكبة العدالة وإعادة هذه الأسلحة التي يعتبر حيازتها غير قانوني.
ووفقاً لولاية ساكسون- أنهالت، فمن المحتمل أن تكون هذه الآثار سرقها اللصوص في غواتيمالا والمكسيك قبل بيعها في السوق السوداء.
وكثيراً ما تحذر منظمة “اليونيسكو” من أن تجارة السلع الثقافية المنهوبة ستمثل التدفق الثالث للتجارة غير المشروعة في العالم، بعد الأسلحة والمخدرات.