رحيل “المختار” يجمع القلوب في وقفة صادقة
لروح “زهير رمضان “..
لم يستسلم المختار في حربه مع من هاجموه، وشكّكوا بنبل أخلاقه، وحرصه على نقابة الفنانين، فهو العربيّ السوريّ الذي دافع بشراسة عن قيم الوطن وعزّته، ورفض أيّ شكل من أشكال العداء لهذه الأرض، وليس غريباً أبداً أن يقف الكل في عزاء مختار الفنانين، والحزن يملأ وجوههم، فالبطل يحترمه الجميع..
أوجع رحيل الفنان زهير قلوب الكثيرين، وهزّ وجدان القريب والغريب، لأنه رحل بعد أن اعتقد الجميع أنه امتثل للشفاء، وداعه المفاجئ كشف عن حجم القلوب التي أحبته، حيث احتشد جميع الفنانين لوداع مختارهم، وهم يذكرون طيبته ومحبته وحرصه على زملائه..
كشف اللقاء مع بعض الفنانين السوريين عن مدى الحزن الذي خيم على عالمهم الفني، فأكد الفنان “فادي صبيح” أن زهير لن يتكرر بأخلاقه وشهامته وحبه لزملائه، فهو طيب جداً ومتعاون مع الجميع، وكان يقدم المساعدة لأي شخص حتى لو كان ذلك ليس من مسؤوليته، معرباً عن صدمته وأنه لا يستطيع إلى الآن تصديق هذا الخبر المؤسف، وحاجته للحديث معه، لكنه رحل والبقاء لله، متمنياً الصبر لزوجته وأسرته.
لم تسمح الدموع للفنانة “تولاي هارون” بالحديث، إلا أنها ذكرت كيف كان الراحل صديقاً مخلصاً، ويطمئن عن عائلتها بشكل دائم، وأنه حتى على فراش المرض كان حريصاً على القيام بجميع الواجبات والمهمات في النقابة، وخصوصاً في وفاة العملاق صباح فخري،
بينما أكدت الفنانة “سلاف فواخرجي” تقديرها الكبير له كفنان متمكن من أدواته وأدائه، وأشادت بالأدوار والأعمال التي أداها بحرفية عالية، منها مسلسل “حي المزار و”بطل من هذا الزمن” و”ليل المسافرين”، والعديد من الأعمال التي تألق بها كنجم حقيقي يلمع في الفضائيات المحلية والعربية.
قدم الفنان الراحل أكثر من 145 عملاً فنياً، معظمها كانت من الأدوار الصعبة والمختلفة، وفي الوقت نفسه أجاد العمل الكوميدي، وأبدع فيه، فمن ينسى “سليل الإقطاع” في “ضيعة ضايعة”، وهنا لا تغيب عن الذهن أعماله في البيئة الشامية، والتي نالت إعجاب الجماهير العربية، وليس في سورية فقط..
لقد خسرنا برحيل المختار أحد أهم المثقفين السوريين الذين يمتلكون فكراً منفرداً وخلاقاً.
لن ننسى احترامه للإعلام وتقديره الكامل للصحفيين وإيمانه بدورهم في تطوير الواقع ودفعهم للأمام، لم يبخل ولم يحتكر أي معلومة، بل كان صادقاً ومعطاءاً “وداعا أيها المختار.. زهير رمضان”.
البعث ميديا – ميادة حسن