“زيد الشعراني”.. انفراد مع الإبداع
إن النجاح يحتاج لمبدعين، فعلى الرغم من أنه يعاني من التوحد، إلا أن “زيد الشعراني” استطاع خلق عالم من الإبداع الخاص به، وصُنف كواحد من أهم مئة شخصية لعام 2020، كما شاركت أعماله اليدوية، من صناعة الإكسسوارات وشجيرات الأمل، في عدة معارض محلية، وعرضت في عدة دول عربية.
في حديث مع والدته، وعد أبو رسلان، قالت إن التوحد لم يكن عائقاً أمام”زيد” بل فرصة لإثبات نفسه من خلال دمجه بالمجتمع في إيجاد حرفة يدوية تشغل وقته، وتساعده في مستقبله، وهي صناعة الحلي.
وتابعت : «بدأ “زيد”بتعلم صناعة الإكسسوارات بتشجيع مني ومساعدتي ثم تدرب على يد مختصين فحاول تشكيل الخرز بمساعدة المدربين “كنان السعدي” و”سلاف عبيد” وفاتن بدران” ورزان القنطار” ونغم القنطار”، ليبدأ بعدها بالعمل بمفرده بشك الخرز العادي والخيطان ثم الورق المقوى فالنحاس وصناعة الاساور والخواتم واشجار الامل، في البداية كان يقضي قرابة الشهر لصناعة شجرة الأمل، أما اليوم، يداه اعتادت على العمل، وأصبح ينجز أعماله في وقت قصير، مع العلم أن هذه الحرفة تتطلب الكثير من الصبر والإتقان، فهو يمضي ساعات طويلة في العمل، وعلى الرغم من ذلك فهو يستمتع بكل قطعة ينجزها بحب وشغف».
هذا النجاح والاستمرار في إثبات الذات لم يكن لولا وجود دعائم من الحب تقف وراء كل شكة خرز بين يدي”زيد”، فقد شاركت أعماله في معرض البيئة الذي أقامته مديرية البيئة في المركز الثقافي بمدينة “السويداء”، وكان أصغر مشارك في هذا المعرض، من بعده تم تصنيفه كواحد من أفضل مئة شخصية لعام 2020، وذلك حسب الرابطة العالمية للإبداع والعلوم الإنسانية، بعد ترشيحه لهذه المسابقة من قبل الدكتورة “زهر غانم”.
وأضافت والدته قائلة: «لا يكون هنالك استمرار في النجاح والإبداع إلا من خلال وجود دعم اجتماعي محيط يحث الشخص على تقديم أفضل ما لديه خصوصاً في مثل حالة”زيد”، حيث تلقى”زيد” الدعم أولاً من خلال الفنانة “ميس حرب” فهي النور الأول في درب “زيد” من خلال ارتدائها حلي من صنع “زيد” في حفلاتها، ساعية دوماً لذكر ذالك، كما قام مؤخراً المايسترو “إيهاب قطيش” بارتداء إكسسوار من صنع “زيد”في حفله في دار الأوبرا في “دمشق”، كذلك تم التسويق لأعمال”زيد” من قبل عدة أشخاص وعرضها في عدة دول خارج “سورية” مثل “دبي” و”أمريكا” و”ألمانيا” و”عمان”، هذا الدعم ساهم في ازدياد ثقة “زيد” بنفسه أكثر واندماجه في المجتمع».
استطاع “زيد” بمشروعه أن يقدم رسالة لكل عائلة لديها طفل يعاني من التوحد؛ بأن كل شخص في هذه الحياة هو قادر أن يكون علامة فارقة في المجتمع من خلال الإصرار على النجاح، وتلقي الدعم الاجتماعي المناسب له.
الدكتورة “زهر غانم”، وهي أخصائية في التربية المتخصصة، تحدثت عن “زيد” وقالت : « “زيد الشعراني” قدّم لنا “شجرة الحياة” في زمن القحط، هو أمل يُسدل ستارة الفرح على منصات اليأس، “زيد” لديه تحدّ خاص مع اضطراب التوحد، لكنه مُحاط بقدر كبير من الحب الذي سنده، هذا الجانب العاطفي الدافىء سهّل الطريق على زيد ليندمج بالمجتمع.
زيد واحد من كثيرين ممن يصنعون عالماً من التميز وسط مجتمع تحكمه نظرات الاستغراب، فالتحديات الخاصة والتوحد ليست عثرة إلا لمن لا يمتلكون الفكر.
السويداء_ ريم الفارس
كل التوفيق