الليرة التركية الأسوأ على مستوى العالم
سرعان ما هوت الليرة التركية بعد تعاف لأمد قصير، لتشهد انخفاضاً حاداً أمام الدولار، وذلك عقب تصريحات رئيس النظام التركي خلال اجتماعه مع مجلس الوزراء التركي قبل أيام.
عزا الرئيس أردوغان السبب لانهيار العملة التركية لهذا المستوى، إلى “تآمر” أولئك الذين يستخدمون أسعار الفائدة، وسعر صرف الليرة، والتضخم لضرب الاقتصاد والعملة الوطنية، مدافعاً عن موقفه بشأن خفض أسعار الفائدة لتعزيز النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل.
الجدير بالذكر، دفعت تصريحات أردوغان هذه، الليرة إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق مقابل الدولار، إذ جرى تداول الليرة عند 11.46 مقابل الدولار، ما دفع المحللين إلى الإشارة للحاجة إلى رفع طارئ لأسعار الفائدة، خاصة وقد أظهرت البيانات تراجع ثقة المستهلكين إلى مستوى قياسي.
وأظهرت بيانات رسمية مؤخراً تراجع ثقة المستهلكين 7.3 بالمئة إلى 71.1 نقطة في تشرين الثاني، وهو أدنى مستوى لها منذ البدء في نشر البيانات عام 2004 في انعكاس لعمليات بيع سريعة لليرة التركية بأدنى قيمة لها على الإطلاق.
وكانت الليرة قد فقدت ثلث قيمتها هذا العام، وسجلت أضعف مستوى لها على الإطلاق يوم الجمعة الماضي عند 11.32، في ثامن جلسة على التوالي من التراجعات القياسية.
وخفض البنك المركزي قبل أيام، تحت ضغط من الرئيس أردوغان، سعر الفائدة 100 نقطة إلى 15 بالمئة على الرغم من اقتراب معدل التضخم من 20 بالمئة، مشيراً إلى المزيد من التيسير النقدي.
وانخفضت قيمة الليرة بنحو 12 بالمئة الأسبوع الماضي وحده، ما يجعلها العملة ذات الأداء الأسوأ على مستوى العالم. كان هبوطها بنسبة ستة في المئة هو الأكبر منذ أن أقال أردوغان، الذي يصف نفسه بأنه عدو لأسعار الفائدة، رئيس البنك المركزي ناجي إقبال في آذار الماضي.
وبتأثير طلب أردوغان على خفض تكاليف الاقتراض، خفضت السلطة النقدية التركية سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 300 نقطة أساس إلى 16٪ في حركتين متتاليتين منذ أيلول الماضي، ما أدى إلى ضرب العملة، كما غذى التضخم الذي تسارع إلى ما يقرب من 20٪.
تقرير إخباري – سمر سامي السمارة