سورية تدعو مؤتمر المناخ لتقديم الدعم الفني والمالي لتطبيق سياسات التكيف والتخفيف
دمشق – ميادة حسن
استقبلت مدينة غلاسكو في بريطانيا خلال الشهر الحالي مؤتمر تغير المناخ السادس والعشرين والذي ضم أكثر من 39500 ممثلا عن الحكومات الأطراف في الاتفاقية الإطارية المعنية بشأن تغير المناخ وعن منظمات دولية ومنظمات المجتمع المدني ومنظمات تعنى بالمرأة والشباب والأطفال والسكان الأصليين، وترافق هذا المؤتمر مع قمة قادة العالم حيث ضم أكثر من 120 رئيس دولة وحكومة شدد الأغلبية منهم على ضرورة المحافظة على درجة حرارة أعلى حتى 1.5 درجة من الحرارة قبل الثورة الصناعية ،وتم التعهد بحشد 500 مليار دولار للمناخ حتى عام 2024، و نتج عن المؤتمر عدة توصيات لإدراجها في المناقشات والتوصيات، حيث اتفق قادة مجموعة العشرين على هدف حصر الاحترار المناخي بـ1.5 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية.
كلمة الوفد
تعتبر سورية احد الأطراف المصادقة والمنظمة للاتفاقية ومصادقة على بروتوكول كيوتو ومصادقة على اتفاق باريس، فكانت مشاركتها من خلال وفد حكومي ضم مدير السلامة البيئية بوزارة الإدارة المحلية والبيئة المنسق الوطني للاتفاقية، وقدم الوفد إيجاز عن الواقع البيئي في سورية وأشار إلى العوائق التي تواجه العمل البيئي بشكل خاص والواقع التنموي في ظل العقوبات الأحادية الجانب المفروضة على القطر، وأكد الوفد خلال الكلمة أن سورية تقوم بجهود حثيثة للنهوض بالواقع البيئي بالرغم من الأضرار الكبيرة التي لحقت به جراء الحرب ،وكشف الوفد خلال المؤتمر المشاريع السورية التي تصب في مجال التكيف والتخفيف حيث وضعت ضمن أولوياتها التحول للطاقات البديلة والنظيفة ،كما تم اعتماد إستراتيجية الطاقات المتجددة حتى عام 2030 ،وإصدار قانون صندوق دعم استخدام الطاقات المتجددة وتحسين كفاءة الطاقة والتوجه نحو زيادة المناطق الحراجية ،كما أشار الوفد للمشاريع التي نفذت أو التي قيد التنفيذ مثل إعداد وثيقة المساهمات الوطنية ومشروع الاستعداد والجاهزية للوصول لموارد الصندوق الأخضر ومشروع التكيف مع تغير المناخ في الفوطة الشرقية ،وأنهى الوفد كلمته بالإشارة إلى مسؤولية الدول المتقدمة حول التزاماتها القانونية والإنسانية تجاه الدول النامية من خلال تقديم الدعم الفني والمالي لتطبيق سياسات التكيف والتخفيف وبناء القدرات وتطوير ونقل التكنولوجيا الصديقة للبيئة.
أهداف واستراتيجيات
أما بالنسبة لإعلان الغابات في المؤتمر والذي انضمت له سورية عبر تسجيل صوتي لرئيس مجلس الوزراء حسين عرنوس، فقد تم إعلان الزعماء في غلاسكو بشأن الغابات واستغلال الأراضي حيث أطلق الرئيس الأمريكي جو بايدن التعهد العالمي بشأن الميثان مع الاتحاد الأوروبي وتحدث عن إستراتيجية صافي انبعاثات صفرية بحلول 2050 ونيته زيادة تمويل المناخ أربع مرات بحلول 2024 ،أما الأهداف التي حددت للتخفيض التدريجي والمستمر لطاقة الفحم ستكون من خلال الإلغاء التدريجي لدعم الوقود الأحفوري ،ودعوة البلدان المتقدمة لمضاعفة تمويلها للتكيف والتخفيف ،وحث البلدان لإعداد مساهماتها المحددة وطنيا الجديدة أو المحدثة .
بيان المؤتمر
مدير السلامة البيئية في وزارة الإدارة المحلية رويدا النهار أكدت لـ “البعث ميديا” أن دول مجموعة العشرين اتفقت على التوقف عن دعم مشاريع المحطات الجديدة للطاقة التي تعمل بالفحم هذا العام وذلك وفق مسودة البيان الختامي التي اطلعت عليها وكالة الصحافة الفرنسية، وأضاف البيان سنضع حداً لمنح التمويل لإنشاء محطات طاقة تعمل بالفحم على المستوى الدولي بحلول نهاية العام 2021 ، ودعا رئيس وزراء خارجية بريطانية بوريس جونسون إلى وضع أسس ثورة صناعية خضراء تخلق بالفعل ملايين الوظائف ذات الأجور والمهارات العالية وتدفع اقتصاداتنا إلى الأمام، وتضيف النهار تعد قمة كوب 26 حاسمة لحصر ارتفاع درجات الحرارة العالمية بحدود 1.5 درجة وفي تطبيق ما التزم به العالم في اتفاق باريس الذي ابرم عام 2015 ،والتعبير عن القلق الذي أظهره جونسون من تداعيات فشل القمة، وتحذيره من غضب شعبي لا يمكن احتواءه في حال فشل المؤتمر، كما حذر قادة العالم من مواجهة حكم قاس من الأجيال القادمة في حال لم يتحركوا بشكل حازم ورجح انه يمكن تفادي غضب ونفاد صبر العالم إذا انتقل المؤتمر في غلاسكو إلى العمل الجدي بشأن التغيير المناخي من خلال التركيز على القطاعات الأربعة وهي «الفحم والسيارات والمال والأشجار.
التزامات وطنية
وبينت النهار أن هناك تخوف كبير عبر عنه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش رغم الالتزامات المناخية التي قدمتها الدول ويتعلق باتجاه العالم نحو كارثة مناخية حيث دعا عشرات القادة المجتمعين في المنطقة الزرقاء في غلاسكو إلى إنقاذ البشرية عبر مواجهة التغير المناخي مؤكدا انه قد آن الأوان للقول كفى والتوجه نحو خيار إنقاذ مستقبلنا وإنقاذ البشرية والكف عن انتهاك التنوع البيولوجي ،وتتابع النهار هناك دعوة حقيقية من قبل العالم للتوقف عن القتل بواسطة الكربون والتعامل مع الطبيعة كمكب قمامة والكف عن الحرق والحفر والاستخراج على أعماق أكبر،وأنه رغم الالتزامات الوطنية بخفض انبعاث الغازات الدفيئة فإن العالم يتجه نحو كارثة.