دراسة الأثر المتبادل للتربة مع المباني تفادياً لكوارث الزلازل
البعث ميديا – فداء شاهين
يجتهد الباحثون في سورية والمغترب في المؤتمر الدولي الأول في هندسة البناء – نحو منشآت أكثر استدامة للوصول إلى الاستخدام الأمثل للطاقة والموارد الطبيعية بما يحقق ديمومتها مع الحفاظ على البيئة.
وبين رئيس جامعة دمشق الدكتور محمد يسار عابدين أن المؤتمر يهدف إلى إيجاد القواعد العلمية لمعالجة المواضيع الملحة وإجراء البحوث والدراسات المتعلقة بعلوم الزلازل والهندسة الإنشائية و الجيوتكنيكية الزلزالية التي يجريها أساتذة وطلاب الدراسات العليا في المعهد، ويعد المؤتمر الدولي أحد المنصات الدولية لتبادل أحدث الأفكار المبتكرة مع باحثين ومهندسين سوريين في المغترب ومجموعات من خبراء البناء من مختلف أنحاء العالم، والتعريف بالأبحاث العلمية التي يعمل عليها المعهد العالي للبحوث والدراسات الزلزالية ليكون نقطة انطلاق من أجل الوصول لبناء وتصميم مبان معاصرة أكثر استدامة.
وأوضحت عميد المعهد العالي للبحوث والدراسات الزلزالية الدكتورة هالة حسن لـ”البعث ميديا” أن المؤتمر عرض أبحاثاً عن إعادة تدوير الركام “الأنقاض” التي خلفتها الحرب حتى يتم الاستفادة منها في منشآت الرصف وفي أماكن أخرى واستخدامها في الطرقات، إضافة إلى النمذجة والتحليل الرقمي التي تتنبأ بالسلوك الحقيقي للمنشآت بواسطة البرامج الرقمية، وكذلك الأثر المتبادل بين التربة والمنشأة كونه لا يتم الآخذ بالاعتبار أثر التربة تحت البناء بتأثير الزلازل علماً أنه إذا كانت التربة قوية يصبح تبديد للطاقة أما إذا كانت ضعيفة فيحدث تضخيم وهذا لا يؤخذ بالاعتبار .
وأشارت حسن إلى محور تدعيم المنشآت غير المدروسة بوجود أبنية غير مدروسة لمقاومة الزلازل فلا يمكن أن يكون هناك استقرار لهذه المنشآت و يجب تدعيم البناء الحديث والبناء القائم بطرق وتقنيات جديدة توجد طرق جديدة للوصول إلى منشآت مستدامة بإضافة المواد الذكية مع المخمدات و التقانات الحديثة للوصول إلى مبان أكثر استجابة بتأثير الزلازل وخاصة في ظل النشاط الزلزالي في شمال غرب سورية وفي المنطقة الجنوبية بسبب وجود صدوع متعددة في المنطقة صدع البحر المتوسط ، علماً أن الزلازل لها عودة تكرارية فكلما كانت شدة الزلازل أكبر تعود فترته الزمنية إلى زمن بعيد لكن يوجد زلازل حصلت في عام 1759 ممكن أن تتكرر ونحن يجب أن نكون مستعدين حيث يتم العمل في المعهد على معيارين الأول الأضرار المحدودة بمعنى يحصل الضرر ويتم إصلاحه فيما بعد والثاني عدم السماح للمبنى بالانهيار لحين إخلاؤه من السكان .
ولفت الدكتور علي خير بك من جامعة تشرين إلى إمكانية استخدام أنقاض الهدم التي حصلت في سورية في أعمال البناء وتصميم البيتون في الرصف الطرقي والساحات وبناء السدود ورصف الساحات وهي فكرة مبتكرة في سورية وأعطت الأنقاض الموجودة في سورية نتائج أفضل و بشكل واضح من الحصويات الطبيعية المستخدمة وخصوصاً فيما يتعلق بسرعة التصلب أملاً أن يلقى التطبيق وبالتالي التخلص من هذه الأنقاض بشكل حضاري ونوفر الموارد الطبيعية والتخفيف من التلوث التي تحدثه المقالع.
أقيم المؤتمر من قبل المعهد العالي للبحوث والدراسات الزلزالية في مركز جامعة دمشق للمؤتمرات.