مؤتمر تاريخ العلوم يوصي بإنشاء مرصد فلكي
أوصى المؤتمر السنوي الخامس والثلاثون لتاريخ العلوم عند العرب الذي عقد في جامعة حلب واستمر لثلاثة أيام، بمشاركة النخب من الباحثين المفكرين والمثقفين في جامعة حلب والجامعات السورية وهيئة الطاقة الذرية والجمعية الفلكية السورية، بضرورة إنشاء مرصد فلكي في معهد التراث العلمي العربي بجامعة حلب، بالتعاون مع الجمعية الفلكية السورية، وإعادة افتتاح الدراسات العليا في المعهد ليتمكن من متابعة تأهيل الباحثين في شتى اختصاصات تاريخ العلوم وإعداد الدراسات والبحوث العلمية التي تكشف عن المزيد من الإســهامات والإبداعات العلمية المتميزة التي قدمها العرب والمسلمون للحضارة الإنسانية.
وشهدت الجلسة الختامية للمؤتمر حواراً مفتوحاً مع الدكتور إبراهيم الحديد، أمين فرع الحزب بجامعة حلب والدكتور ماهر كرمان رئيس الجامعة، حيث أكدا أن الواجب يتطلب اليوم وضع الدراسات الكفيلة بتصحيح خلل المعادلة ما بين المقوّمات الإيجابية التاريخية والجغرافية للأمّة العربية وبين الواقع السلبي الراهن، وفق ما دعا إليه السيد الرئيس بشار الأسد، بما يعيد للأمة أصالتها ودورها الحضاري والثقافي الرافض للتعصّب والعنصرية، وبينا أن جامعة حلب وإدارة المعهد تتابعان مع المؤسسات الحكومية بحث الجوانب المتعلقة بتطوير بنى المعهد العلمية والإدارية ليكون مركز أبحاثٍ دولياً ومرجعية علمية لدى جميع البـاحثين والمهتـمين بتاريخ العلوم عند العرب.
بدوره تحدث الدكتور فؤاد عويلة، عميد معهد التراث، عن نشأة المعهد واختصاصاته، مشيراً إلى أن دراسة التراث العلمي العربي هي تعريف بالإنجازات العلمية العربية وتاريخ تطورها وما قدمته للإنسانية، وحافز يدعو الأجيال إلى استئناف مسيرة الأجداد وتتبع خطواتهم البحثية والمنهجية في دراسة العلوم وتحليلها.
أما الدكتور محمد العصيري رئيس الجمعية الفلكية السورية فأشار إلى القيمة التراثية والعلمية لهذا المؤتمر والذي يصون ويحقق ويحمي تراثنا، لافتاً أن العديد من الدول العربية والعالمية تسير على خطا المعهد، منوهاً بمخرجات هذه المؤتمرات المتتالية الداعمة لعمل الاتحاد الدولي للفلك من خلال عملية التوثيق والتعريف بما قدمه العرب للحضارة الإنسانية منها اكتشاف مجردة الأندروميدا وعلاقة ابن الشاطر والطوسي بكوبرنيكوس ومركزية الأرض.
وتداخل عدد من المشاركين، مؤكدين أهمية تطوير وتجديد التراث العلمي العربي باعتباره ضرورةً فكريةً وحضاريةً ملحة لانتقال العقل العلمي العربي من الحالة التي عليها واقعنا العلمي اليوم إلى حالةٍ مستقبليةٍ متقدمة يمكن أن تحفز العرب على تحقيق نهضةٍ علميةٍ وتقدمٍ على المستوى الاجتماعي والثقافي والاقتصادي والسياسي، مؤكدين في الوقت ذاته أن تقدم العقل العربي لا يمكن أن يتم إلا من خلال إبداع العلم والمعرفة العلمية وفتح آفاق جديدة من البحث العلمي.
وأشاد المشاركون في المؤتمر بالدور المرجعي الاستراتيجي لمعهد التراث في تأصيل العلوم العربية وتوثيق تراثها وتحقيقه ونشره، وطالبوا باستحداث جوائز عربية يمنحها المعهد للباحثين في مجالات النشر والترجمة والتأليف الإبداعي وتأمين التمويل اللازم لها بالتعاون مع المنظمات العربية والدولية ذات الصلة.
يشار إلى أن المؤتمر استمر ثلاثة أيام تم خلاله مناقشة 39 بحثاً علمياً حول تاريخ العلوم الطبية والصيدلانية والتطبيقية والأساسية والتراث العمراني العربي والإسلامي وعلوم الكون والفلك والبيئة وتاريخ حلب القديمة مدينةً وأسواقاً، كما بينت الأبحاث المقدمة الإبداعات العلمية المتميزة التي أورثها العلماء العرب والمسلمون للحضارة الإنسانية في مختلف فروع المعرفة.
كما أقيم على هامش المؤتمر معرض للمقتنيات التراثية والفنية والعلمية ومعرض للتوثيق التراثي.
حلب – معن الغادري