حلة جديدة لكتاب (النبي) لجبران صادرة عن الهيئة السورية للكتاب
لخص الأديب جبران خليل جبران في كتابه (النبي) رؤيته للحياة وتجاربه التي عاشها وحاول الإجابة عن أهم الأسئلة التي تؤرق النفس البشرية منذ بدء الخليقة ليسجل من خلاله ثورة فكرية كواحد من أهم الكتاب العرب على مر العصور.
ولأهمية الكتاب قامت الهيئة العامة السورية للكتاب في وزارة الثقافة وضمن سلسلة (ثمرات العقول) باختيار أهم محتوياته لإصداره بحلة جديدة بمؤلف حمل عنوان (المختار من كتاب النبي) لجبران خليل جبران إعداد الدكتور مهند سمير بيازيد.
وعلى غلاف الكتاب الذي يقع في 95 صفحة من القطع المتوسط نقرأ “في النبي يسعى جبران سعيه لتبديد الأحزان التي رانت على الأفئدة ويحطم القيود التي تكبل الأرواح المكدودة ويبعث في النفس الإنسانية ألقها وإشراقها كل ذلك في سربال من اللغة محبر موشى تتقاطر منه الفتنة والسحر”.
ونجول في الكتاب بصحبة المصطفى شخصية النبي التي ابتكرها جبران ليكون بطل كتابه الذي يخوض حواراً فلسفياً جدلياً عميقا مع العديد من الشخصيات التي تسأله عن أهم المعاني الوجودية ليجيب المصطفى عن الأسئلة بأسلوب يعتمد على المنطق بلغة عميقة شفافة تمس شغاف القلوب.
وفي الكتاب نتوقف عند رؤية نبي جبران لأهم المسائل الوجودية فالمحبة هي الأساس الذي قام عليه العالم والسبيل والهدف والزواج لا يعني أن يكون الزوجان واحداً بل كل واحد منهم منفرد بذاته فلا يطغى على الآخر.
أما الأبناء فليسوا ملكا لآبائهم حسب كتاب (النبي) فهم المستقبل والأهل الحاضر والماضي والعطاء الحقيقي أن لا تنتظر المقابل أبدا والعمل ليس شقاء بل محاكاة لطبيعة الحياة المتحركة باستمرار والفرح والترح واحد لا يختلفان فكل ما يفرح الإنسان سيجده إذا دقق فيه أمرا محزنا وليس الفرح بأفضل من الترح ولا العكس.
والألم عند نبي جبران هو مفتاح الحقيقة فهو يكسر القشرة التي تغلف العقول وغاية الصداقة يجب أن تكون فقط زيادة عميق النفس البشرية والحياة لا تعرف حدود الزمان فالأمس ذكرى اليوم والغد حلم اليوم وقوة الإنسان صدى لتلك القوى التي بدأت الكون.
ويجيب جبران في كتابه النبي عن السر الأكبر وهو الحياة والموت فقال: “إذا أردتم فهم الموت افتحوا قلوبكم على مصاريعها للحياة وافهموا ذواتكم وما في باطن أنفسكم لتفهموا الحياة فانقطاع التنفس هو تحرير النفس من دورانها المتواصل لكي يستطيع أن ينهض من سجنه ويحلق في الفضاء ساعيا إلى خالقه من غير قيد ولا عائق”.
بقي أن نذكر أن كتاب النبي الذي كتبه جبران باللغة الإنجليزية ترجم لاحقاً إلى أكثر من خمسين لغة من لغات الأرض بدأ جبران في عام 1918 بكتابته واعتبره ولادته الثانية عندما انتهى منه في عام 1923 ليقدم من خلاله رسالة روحانية عظيمة تدعو لتفتح الذات وإلى شغف كبير بالحياة وأسرارها.