مرض السكري.. بين تبعات الجائحة وتكاليف العلاج
تزامنت احتفالية اليوم العالمي للسكري منتصف الشهر الماضي مع فترة مايزال فيها العالم يكابد جائحة كورونا، التي لم تقتصر تبعاتها على ارتفاع نسبة مرضى السكري بين المرضى الراقدين في المستشفيات وبين من فارقوا الحياة بسبب هذا الفيروس، بل تسببت أيضاً بحدوث اضطراب في الخدمات الخاصة بمرضى السكري.
مرض مزمن
يعتبر السكري مرضاً مزمناً غير قابل للشفاء، وفق ما ذكرت الدكتورة أمل حرفوش رئيسة شعبة الغدد الصم والسكري، في الهيئة العامة لمشفى دمشق، في حديثها لـ “البعث ميديا”، موضحة أنه يحدث عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج الإنسولين بكمية كافية، أو عندما يعجز الجسم عن الاستخدام الفعال للإنسولين الذي ينتجه، مشيرة إلى الاختلاطات الوعائية الكبيرة والصغيرة التي تنجم عنه وأهمها الاختلاطات القلبية والذي يعتبر باختلاطاته خامس سبب للوفيات، وهو في ازدياد كبير وخاصة النمط الثاني.
تشخيصه
أما عن كيفية تشخيصه تؤكد الدكتورة حرفوش بأن السكري مرض مزمن قد يكون البدء مخاتلاً، خاصة النمط الثاني فيتأخر التشخيص من 5 إلى 7 سنوات، ويمكن أن يكشف باختلاطاته، لذلك مريض السكري النمط الثاني أول ما يكشف، يجب أن نفتش، في هذا الوضع عن الاختلاطات العينية أو الكلوية أو القلبية، أما النمط الأول فيمكن أن يكشف بحماض خلوني أو بنقص وزن شديد أو ببوال وسهاف، وهو معتمد على الأنسولين لأنه ينجم عن تخرب مطلق بخلايا بيتا البنكرياسية.
مكلف علاجياً
وعن تأثير العقوبات الاقتصادية على القطاع الصحي وخاصة فيما يتعلق بأدوية مرضى السكري ووسائل معالجته، وهل البدائل المحلية كانت كافية، أكدت حرفوش أن مرض السكري مكلف بعلاجه وتتحمل وزارة الصحة تأمين الأنسولين والأدوية الفموية قدر المستطاع في المراكز الصحية، خاصة بعد الظروف القاهرة التي مرت بها سورية، خلال العشر سنوات الماضية من حرب وحصار اقتصادي، ما انعكس سلباً على كل المواد ومنها الأدوية.
وأوضحت حرفوش أن وزارة الصحة عملت جاهدة على تأمين الأدوية اللازمة، مؤكدة أن الأدوية الوطنية جيدة، وأمنت جزءاً مهماً من احتياجات المرضى.
للوقاية..
ويتم الوقاية منه وفق ما ذكرت الأخصائية بتغيير نمط الحياة، سواء على مستوى الغذاء بتجنب السكر والحلويات والعصائر بأنواعها، والاعتماد على الوجبات المعتدلة قليلة الكربوهيدرات والنشويات، بالإضافة إلى الرياضة اليومية على الأقل نصف ساعة يومياً، ويجب على كل فرد فوق الـ45 سنة مع بدانة خفيفة أو لديه قصة وراثية لسكري أو أمراض وعائية، إجراء تحليل سكر دم وبشكل سنوي لكشف حالات السكري أو ما قبل السكري واتباع أساليب الوقاية اللازمة.
إحصائيات محلية
يصل عدد مرضى السكري من النمطين الأول والثاني المسجلين في وزارة الصحة إلى 169434 مريضاً منهم 1760 طفلاً وفق ما ذكر مدير الأمراض السارية والمزمنة في الوزارة الدكتور زهير السهوي خلال الفعالية التوعوية والترفيهية التي نظمتها وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية بمناسبة اليوم العالمي لداء السكري.
إحصائيات عالمية
تضاعف عدد مرضى السكري 4 مرات منذ عام 1980، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى أكثر من نصف مليار بحلول نهاية العقد، ويعود السبب الرئيسي لانتشار داء السكري إلى زيادة معدل السمنة وقلة النشاط البدني.
وبحسب الصحة العالمية فقد ارتفع معدل زيادة الوزن والسمنة بين الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و19 عاماً ارتفاعاً كبيراً من 4% عام 1975 إلى أكثر من 18% عام 2016.
ويعاني من داء السكري أكثر من 420 مليون شخص، كما زادت حالات الوفاة بسبب داء السكري بنسبة 70% بين عامي 2000 و2019، وتقدر الكلفة العالمية لداء السكري بأكثر من تريليون دولار سنويا.
البعث ميديا|| ليندا تلي