“الحرب والآثار” في ندوة لاتحاد الكتاب العرب
بالتعاون مع مديرية الآثار والمتاحف، أقام فرع اتحاد الكتاب العرب باللاذقية، ندوة تاريخية بعنوان “الحرب والآثار”، وذلك في قاعة المحاضرات في دار الأسد للثقافة.
الدكتور محمد إسماعيل بصل، رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب في اللاذقية، قال: إن سورية مركز لأقدم الحضارات على وجه الأرض وماتزال بوابة التاريخ، رسمت التاريخ بجميع حضاراته والشام هي عقدة الجغرافيا التي تربط القارات ومن كان يسيطر عليها كان يتحكم بجميع الممرات والطرق التجارية ويتحكم ببوابة الجغرافيا والتاريخ وكل الحضارات من فرعونية وآشورية وكلدانية وفارسية وكنعانية وفينيقية وبيزنطية ويونانية ورومانية وإسلامية عرفتها أرض الشام، وكم من حروب ومعارك فاصلة وقعت على هذه الأرض ولم يزدها إلا قوة وصلابة وشموخاً، وفكر كفكر داعش قام بتدميرها تنفيذاً لأوامر الكيان الصهيوني وإعلان دولة يهودية عنصرية في قلب هذه الجغرافيا، فهل ينكر كل ذي عينين بعد ذلك كله بأن أهم أهداف هذه الحرب التي تشن علينا منذ أكثر من عشرة أعوام هو القضاء على هذه الحضارة وطمس التاريخ وتغييب تلك الآثار..
وتحدث الدكتور نظير عوض، مدير عام المديرية العامة للآثار والمتاحف في سورية، عن هذه الحرب الطاحنة على الكثير من الأشياء الجميلة في سورية من متاحف وآثار، وكيف كان التعدي على قطاع الآثار ممنهجاً ومدروساً ومدعوماً، حيث بدأ بالتدمير والتجريف والنهب والسرقة، وظهرت السوق السوداء على امتداد دول العالم ودول الجوار للقطع الأثرية، فحصلت كارثة وطنية ألمّت بالتراث الثقافي وعملت مديرية الآثار والمتاحف على الصون العاجل للتراث السوري، واستطعنا نقل القطع إلى مواقع آمنة واسترداد عدد كبير من القطع.
وأضاف د. عوض أن المديرية قامت بالتوثيق للمباني والقطع المدمرة وإعادة افتتاح المتاحف ودورها الثقافي والتراثي في دمشق وحلب وطرطوس وتنمية الشراكات العالمية للانخراط في الدفاع عن الآثار، كما قامت المديرية منذ بداية عام 2017 ببناء الخبرات والأدوات لإعادة الحياة إلى آثار سورية لأنها الهوية الجامعة لكل السوريين.
وتناول د. همام سعد، مدير التنقيب والدراسات الأثرية، موضوع أضرار الحرب على المواقع الأثرية السورية، وخاصة مملكتي إيبلا وماري، وقدم عرضاً عن حجم الأضرار في هذه المواقع، سواء كأعمال تنقيب غير شرعي أو تدمير أو تفجير، الأمر الذي ينم عن وجود مخطط ممنهج لطمس الهوية السورية ومحاولة سرقة آثار سورية بمساعدة دول الجوار مثل تركيا وبيعها في السوق السوداء، حيث كانت هناك مجموعة من الخبراء الأجانب الذين جاؤوا لتلك المواقع لمساعدة المجموعات المسلحة، وبالمقابل كان هناك مجتمع محلي ساهم في حماية المواقع الأثرية ومنع تهريب القطع الأثرية والحفر في تلك المواقع.
وتناول الباحث الدكتور بسام جاموس موضوع “الآثار والحرب: هموم الحاضر وتحديات المستقبل”، وأكد أن المطلوب كيفية الحفاظ على التراث والتصدي للتحديات والتركيز على دور المؤسسات وخاصة الإعلام لإبراز دور التراث الثقافي للشعوب، وكذلك الاستفادة من الخبرات والكفاءات والمختصين وخاصة من جيل الشباب والحفاظ على الهوية الثقافية التراثية للشعوب والتعاون المؤسساتي والمجتمعي.
كما تحدث د. إبراهيم خير بك، مدير آثار اللاذقية، في محاضرته عن الآثار تراث البشرية وأثر الحرب عليها، وتدمير ونهب التراث، وعن تدابير المديرية العامة والحملات الوطنية بالتعاون مع الجمعيات الأهلية، تحت شعار “مستقبلنا متعلق بماضينا ويجب علينا حماية تراثنا”، وذكر أنه تمّت إعادة أكثر من ثلاثين ألف قطعة منها 120 قطعة من تدمر.
وتحدث أ. أيمن سليمان، مدير الشؤون القانونية في المديرية العامة للآثار والمتاحف، عن الإطار القانوني الوطني والدولي لحماية التراث الأثري في سورية، من خلال الإضاءة على قانون الآثار السوري الصادر بالمرسوم التشريعي رقم 222 لعام 1963 وتعديلاته، وأيضاً الإطار القانوني الدولي لحماية الإرث الثقافي في سورية، من خلال الإضاءة على الاتفاقات الدولية الخاصة بحماية الإرث الثقافي، التي صادقت عليها سورية.
وتطرق سليمان إلى حصاد التقييم القانوني وطرح الأسئلة: هل الآثار السورية محميّة حماية فعّالة بموجب أحكام القانون الخاصة بقانون الآثار؟ وهل يتم الاستفادة من الاتفاقيات التي وقعت عليها سورية؟، وما هي ثغرات القانون النافذ حاليا؟.. وما هي الرؤية لتطويره؟.
وبدوره تحدث الدكتور أحمد ديب، مدير مركز الباسل للبحث والتدريب الأثري، عن التجربة السورية في حماية وحفظ التراث في ظل الحرب.
اللاذقية – عائدة أسعد