مجتمع

صندوق أسود شاهد على نهاية الأرض

يخبئ أحد الأماكن غير المأهولة في جزيرة تسمانيا الأسترالية النائية، هيكلا غامضا حير الكثيرين، بسبب شكله الغريب المصنوع من المعدن المصمت، لكن هذا الهيكل الغامض يخبئ أحد أكبر أسرار البشرية وسيكون شاهدا على نهاية كوكبنا الجميل، الأرض، بحسب المصادر العلمية.
وكشفت مصادر علمية عن منشأة فولاذية عملاقة في جزيرة أسترالية نائية ضمن مشروع أطلق عليه اسم “arth’s Black Box”، عبارة عن منشأة ضخمة بحجم أوتوبيس غير قابل للتدمير، سيتم ملؤها قريبا بمحركات الأقراص الصلبة (الذواكر) التي تعمل بألواح شمسية، حيث سيحتوي كل واحدة من هذه الأقراص توثيقا للمعلومات بهدف الحفاظ على مجموعة من التحديثات والتحليلات العلمية الحالية حول أكثر القضايا كآبة التي يواجهها العالم اليوم، والهدف أن يبقى حتى بعد فناء البشرية.
وبحسب المقال العلمي المنشور عن المشروع في مجلة “sciencealert” العلمية، سيتم تسجيل المعلومات المتعلقة بتغير المناخ وانقراض الأنواع والتلوث البيئي والتأثيرات على الصحة في الهيكل المعدني المصمت، بحيث إذا اكتشفها شخص ما في المجتمعات التي ستأتي في المستقبل، فإنه سيجد أرشيفا كاملا يقدم معلومات عن ما حدثنا لنا نحن البشر حاليا ولكوكبنا.
وقال جيم كيرتس، المدير الإبداعي التنفيذي في “Clemenger BBDO”، لهيئة الإذاعة الأسترالية: “الفكرة هي أنه إذا تحطمت الأرض نتيجة لتغير المناخ، فسيكون جهاز التسجيل هذا غير القابل للتدمير ومتاحا لمن بقي ليتعلم من ذلك، إنها موجودة أيضًا لمحاسبة القادة، للتأكد من تسجيل أفعالهم أو تقاعسهم عن العمل”.
من المقرر أن يكتمل المشروع، وهو تعاون بين مؤسسة “Clemenger BBDO”، والوكالة الإبداعية (The Glue Society) وباحثين في جامعة تسمانيا، في موقعه غير المعلن عنه في أوائل عام 2022، لكن أنظمة الصندوق نشطة جزئيا بالفعل حيث يتم اختبار تحميل بعض التحديثات البيئية.
وبحسب بعض التصريحات حول الأمر، فإن صانعي المشروع، لا يزالون يتباحثون ويدرسون من سيكون بإمكانه استخدام الصندوق في المستقبل البعيد، نظرا لأن الوصول إليه مصمم ليكون صعبا وسيتطلب تقنيات متقدمة، مشبها ذلك بـ”حجر رشيد”، حيث يخططون لاستخدام تنسيقات متعددة للتشفير، بما في ذلك رموز رياضية معقدة سينقشونها على الألواح الفولاذية، والتي ستتضمن التعليمات اللازمة لفك تشفير الصندوق من قبل من يكتشفها
في حين أن البعض قد يقلل من أهمية هذا الصندوق الأسود للأرض باعتباره “حيلة علاقات عامة مصممة لجذب انتباه الناس”، فلا شك أن العالم بحاجة ماسة إلى مزيد من الاهتمام والعمل بشأن هذه القضايا، بغض النظر عن الطريقة، خصوصا، في عالم تتزعزع فيه الصفائح الجليدية وتنهار استجابة لمستويات غير مسبوقة من الاحتباس الحراري، وتنفد المياه الجوفية والعذبة، وتختفي الحيوانات بسرعة كبيرة.