محليات

نقيب الصيادلة: المشكلة مستمرة في تسعير الدواء بين المصانع والمستودعات

دمشق- بسام عمار:

يعد قطاع الصناعة الدوائية من القطاعات الاقتصادية الرائدة والمهمة التي لها دور كبير في التنمية الوطنية من خلال تأمين الأصناف الدوائية وعددها بالآلاف وبالتالي توفير ملايين دولارات الاستيراد إلى جانب دورها الاجتماعي لجهة تأمين فرص العمل لأعداد لا بأس بها بمختلف اختصاصاتهم وخلال الفترة القادمة هناك آمال كبيرة تعول على هذا القطاع.

نقيب الصيادلة الدكتورة وفاء كيشي ذكرت أن القطاع كان من أوائل القطاعات التي تم استهدافها من قبل المجموعات الإرهابية لدوره في تحقيق الأمن الصحي حيث تم تدمير العديد من المعامل والشركات الدوائية العامة والخاصة التي كانت تنتج أصنافا مهمة جدا هذا الأمر أثر كثيرا على توفر الدواء في السوق المحلية ورغم هذا الاستهداف والذي توازى مع حصار اقتصادي خانق لم تتوقف المعامل عن الإنتاج وبقي الدواء متوفرا.

الكلفة الحقيقية

وأضافت أن سوق الدواء يعاني من نقص في بعض الزمر الدوائية خاصة الصادات الحيوية وبعض المستحضرات الأخرى والسبب يعود إلى الحصار الاقتصادي الشديد للقطاع وتوقف إنتاجها من قبل بعض المعامل لان الإنتاج ضمن الأسعار الحالية يسبب خسارة كبيرة لها حيث أن أسعار المواد الأولية الداخلة في تصنيع الدواء تعاني من ارتفاع عالمي وارتفاع في مستلزمات الإنتاج من سواغات وعبوات ومواد تغليف وغيرها إضافة إلى ارتفاع حوامل الطاقة وأجور العمال وهذه الأسباب تؤدي لخسائر كبيرة لهذه المعامل إذا استمرت في الإنتاج ضمن الأسعار الحالية وهذه المعطيات دفعت معظم المعامل إلى بيع الدواء للمستودعات  بسعر أعلى من تسعيرة وزارة الصحة ( سعر حر ) وبالتالي المستودع يبيع الدواء للصيدلي بسعر حر وهذه المشكلة تكبر يوما بعد يوم والحل لها يكون بالتسعير وفق الكلفة الحقيقية لتستطيع المعامل الإنتاج بدون خسارة وهناك تعاون وثيق مع وزارة الصحة لحل هذه المشكلة منوهة إلى الدعم المقدم من القيادة وعلى رأسها السيد الرئيس بشار الأسد لقطاع الصناعات الدوائية لاسيما المرسومين الخاصين بإعفاء مستلزمات الإنتاج والمواد الأولية الداخلة بصناعة الأدوية البشرية من الرسوم الجمركية والضرائب إضافة إلى أن التراخيص الجديدة لمعامل الأدوية سيكون لها أثر مهم في تطوير القطاع وإنتاج أصناف جديدة يحتاجها السوق المحلي ومستقبلا يمكن تصديرها.

البيع وفق التسعيرة

وفيما يتعلق بالرقابة على عمل الصيدليات أوضحت الدكتورة كيشي أن النقابة تؤكد دائما على أن العاملين في الصيدليات يجب أن يكونوا زملاء مسجلين في النقابة أصولا  لحمايتهم من مخالفة القانون والعقوبات المتضمنة فيه وبالوقت ذاته لضمان تداول الأدوية بشكل صحيح عند صرفها ويوجد في كل فرع ومديرية صحة في المحافظات لجنة متخصصة تقوم باستمرار بجولات اطلاعيه دورية على عمل الصيدليات للتأكد من الالتزام بتطبيق الأنظمة والقوانين وتوفر الأدوية وعمليات البيع وفق التسعيرة المحددة من قبل وزارة الصحة وعند وقوع أية مخالفة يتم التعامل معها وفق حجمها وبما تنص عليه القوانين وعندما تكون بسيطة ليس لها أي أثر يتم توعية الزميل وإرشاده لتفادي الوقوع فيها مستقبلا والفرع هو المعني بتنظيم المخالفة وليست النقابة لأن دورها هو قيادة العمل النقابي ومتابعة عمل الفروع ومساعدتها ودعمها وتوجيهها واتخاذ القرارات التي تطور العمل وعند ورود أي شكوى على أي صيدلية يتم التعامل معها بجدية وتحويلها إلى للفرع المختص لمتابعتها والنقابة حريصة على كل الزملاء أن لا يرتكبوا أي مخالفة لمزاولة المهنة لأن إغلاق أي صيدلية يوثر على الإخوة المواطنين وتوفر الأدوية في منطقتهم .

أدوية مهربة

وحول واقع الأدوية المهربة التي تباع في بعض الصيدليات بينت رئيسة النقابة أن هذا الموضوع مخالف والقانون يعاقب عن وجود مثل هذه الأدوية وهي موجودة بنسب بسيطة لأن بعض الأطباء يصرون على هذه الأدوية ما يدفع الصيدلي لتأمينها للمريض رغم وجود بدلائل لها وهناك رقابة على ذلك والنقابة أطلقت حملة وطنية لمكافحة تهريب  الأدوية لأن الدواء الوطني مضمون وموثوق وداعم للصناعة الوطنية في حين الدواء المهرب هو مجهول المصدر وغير آمن ويؤثر على الاقتصاد الوطني  لافتة إلى أن البعض يعتقد أن فاعلية الدواء الأجنبي أكثر من الوطني هذا الكلام غير صحيح فالدواء الوطني فعال وله سمعته في الأسواق الخارجية ومطلوب وينتج وفق المواصفات القياسية السورية .

وذكرت الدكتورة كيشي أن موضوع تسعير الدواء ليس من اختصاص النقابة وإنما من اختصاص وزارة الصحة من خلال اللجنة المعنية ذلك والتي تدرس توفر الأدوية وتحدد سعرها وفق أسس معينة ودور النقابة مراقبة البيع وفق السعر المحدد وتؤكد على ضرورة أن يكون السعر مطبوع على علبة الدواء وأن يكون لها ممثلا في هذه اللجنة.

لقاءات علمية

وحول واقع التأهيل العلمي للصيادلة بينت الدكتورة كيشي أنه تم القيام بالعديد من المؤتمرات العلمية الصيدلانية في عدد من المحافظات بالتعاون مع شركات الأدوية الخاصة والتي تناولت موضوعات مهمة جدا من صلب العمل الصيدلاني وتناولت جوانب متعلقة بالأدوية وتأثيراتها الجانية في حال لم تيتم التعامل معها بشكل صحيح ومؤخرا تم إقامة أسبوع علمي مع الجامعات الحكومية والخاصة بهدف تعريف الأبناء الطلاب بموضوعات تهمهم في حياتهم الدراسية والعملية وخلال الفترة القادمة سيتم التركيز على موضوعات لها علاقة بالشباب بمختلف المراحل العمرية إلى جانب توقيع مذكرات تفاهم مع بعض الجامعات الحكومية والخاصة لتأهيل وتدريب الزملاء والطلاب والنقابة بصدد البدء بدورات تدريبية على تركيب المراهم والكريمات تعطي بشكل أون لاين وسيكون هناك دورات أخرى تعطى بنفس الطريقة .

مشيرة إلى أنه بدعم من وزارة الصحة سيتم إدراج مفاضلة خاصة بالنقابة لاختصاص الصيدلة السريرية وتم وضع مفردات المنهاج وسيتم الإعلان عن أسماء المقبولين بالمفاضلة قريبا مؤكدة أن النقابة تعمل جاهدة على تطوير العمل النقابي والعلمي الصيدلاني وتبسيط الإجراءات من خلال أتمتة العمل .