دوليسياسة

خلفية توتر العلاقات الروسية مع “الناتو”

لم يتوقف حلف شمال الأطلسي (الناتو) يوماً عن التعبير صراحة بأن العلاقات مع جمهورية روسيا الاتحادية هي علاقات مضطربة ومعقدة، وتسير وفق مسار جديد، هذا التصريح يؤكد أنه يجب التنبه لتجنب أي مواجهة عسكرية مباشرة بين الجانبين قد تندلع شرارتها فجأة.

كما يؤكد هذا التصريح أن حجم الخلافات أكثر من ذي قبل، خاصةً مع اتخاذ العلاقات مساراً تصاعدياً ومتسارعاً من التوتر منذ محاولة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن ضم جورجيا وأوكرانيا إلى الحلف في عام 2008، ويومها اعتبرت جمهورية روسيا الاتحادية هذه المحاولة مساساً بأمنها القومي، وحينها باءت المحاولة بالفشل بسبب رفض ألمانيا وفرنسا آنذاك لهذه الخطوة.

الجدير بالذكر أن جمهورية روسيا الاتحادية كانت قد انضمت إلى برنامج الشراكة من أجل السلام، وبعدها تم تأسيس ما بات يعَرف بــ “مجلس روسيا –  حلف الأطلسي” عام 2002 من أجل النظر في الكثير من القضايا الأمنية والمشاريع التي تهم الطرفين، وتطوير التعاون العسكري، ومكافحة الإرهاب.

 بعد تلك الحقبة بدأت العلاقات بين الطرفين بالتراجع جراء تداعيات الأزمة في جورجيا. ولم يتوقف التوتر عند هذا الحد، بل تصاعد بشكل متسارع مع ظهور الأزمة الأوكرانية وقضية جزيرة القرم. وهكذا بدأت العلاقات تتوتر وتزداد حدة وسوءاً مع اتهام جمهورية روسيا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. إضافة إلى ما شكله المعارض الروسي نافالني من حالة قلق وتوتر. كل ذلك أدى إلى توتر العلاقات، وصولاً إلى بدء مرحلة العقوبات ضد المؤسسات والأفراد، وتبادل طرد أعضاء السلك الدبلوماسي.  ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل كان التحشيد العسكري على الحدود الروسية الشرقية.

هنا أيضاً لا يمكننا نسيان وجود فجوة عميقة وأزمة ثقة كبيرة، بين الجانبين خاصة بين روسيا وأمريكا، فالولايات المتحدة تعمل بكل طاقاتها لجر أوروبا إلى خطوط المواجهة الأمامية مع روسيا، مع أنها تدرك تمام الإدراك أنها غير قادرة على جر كل أوروبا، خاصة مع وجود العديد من الدول التي تؤكد حرصها على التواصل مع روسيا، وعدم وصولها إلى مرحلة القطيعة الكاملة معها، فالتجارب السياسية وتجارب الدول السابقة أكدت أن العداء لن يكون في صالح سلام وأمن القارة الأوروبية.

ريا خوري