فعل الزعل
مشكلة كثير من الناس أنهم يتركون وسائل تعبيرية كثيرة ويختزلون ردة فعلهم دائماً بالزعل، تجدهم يملكون نضجاً عقلياً، ولكن للأسف لا يملكون نضجاً ثقافياً فيتعاملون مع المواقف التي تغضبهم بطريقة لا تليق بعقولهم الناضجة، والزعل هو ردة الفعل الوحيدة لأتفه المواقف.
البعض لا يعبّر عن احتياجاته بشكل مباشر، فليجأ إلى الزعل لكي يلهث الآخر في البحث عما ينقصه من احتياجات، والبعض يفتعل الزعل لأي سبب لكي يهرب من الخطأ الذي ارتكبه، والأعجب من (يصطنع الزعل) ليحصل على الاسترضاء، مع العلم أننا بحاجة اليوم إلى إعادة صياغة الثقافة التي نتعامل بها مع خلافاتنا، وأن نرفع من اللياقة النفسية بتحجيم الزعل في حياتنا إلى حدوده الدنيا.
إن أسوأ الأحباب من يجيد فتح ملف الزعل ولا يجيد إغلاقه، فالمدد الطويلة لهذه الحالات من الهجر تتتغذى على جمال أرواحنا وتقتل ابتسامات نفوسنا، وهنا مكمن الخطر، فمن الأجدى والأولى أن نحرق الصفحات السوداء فور انتهاء حالة الزعل، فإياك أن تخزن هذه الصفحات في ملف تفتح أرشيفه مع كل حالة زعل جديدة، كما أن المبادرة لإنهاء حالات الخصومة دلالة على اتساع القلب وقوة الحكمة، وليست مؤشراً على ضعف الشخصية وامتهان الكرامة.
لا تخسر أجمل علاقاتك بأسباب تافهة، وتأكد أن الجميل سيرحل إن لم يجد الاحتواء الذي يرجوه، والصبر وإن طال سينفد، والحياة لا تتوقف على أحد..
د.رحيم هادي الشمخي