حماهمجتمعمراسلون ومحافظات

صانعات الأمل.. مشروعٌ لتخفيف المعاناة ورسم الابتسامة

في ظلّ تراجع دور الأسرة تجاه كبير السن، وخروج المرأة إلى سوق العمل، وفي هذه الظروف المجتمعية الصعبة، كان لابدّ من الاهتمام برعاية المُسن، إضافة إلى الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصّة، وهيَ فئة مهمة من شرائح المجتمع تحتاج الرعاية والتحفيز الدائم من أجل التغلب على مشكلة الإعاقة، وبالتالي ضرورة دمجهم مع المجتمع، من هنا تبلورت فكرة المشروع لدى جمعية الخالد الخيرية في السلمية بالتعاون مع مؤسسة الآغا خان، وانطلاق مشروع بعنوان صانعات الأمل، بعد أن اجتذب عدداً كبيراً من المنتسبات.

وفي هذا السياق، تقول منسقة المشروع، شذى فرج، أن المشروع خدمي يهدف إلى تقديم الرعاية الكاملة لكبار السن والمعاقين من خلال برامج هادفة وتحت إشراف مختصّين وكادر مدرّب، مبينةً أنّ الهدف الأساسي منه تخفيف العبء والضغوط التي تتحملها مقدّمة الرعاية بكل أشكالها لذويها إن كان كبيراً في السن أو مُعاقاً ضمن أُسرتها، ويأتي الهدف الثاني توفير فرص عمل مؤقتة للشباب.

وأشارت فرج إلى أنّ عدد المنتسبين للمشروع بلغ /٩٣/ منتسباً تراوحت أعمارهم بين الـ ٢٠ – ٥٠ عاماً ضمن عقود مع مؤسسة الآغا خان، موضحة  أن المنتسبين تمّ تقسيمهم إلى عدة فرق نُظمت حسب احتياجات المجتمع لتغطية أكبر عدد من المُستفيدين (كبار السن والمعاقين)، هذه الفرق عملت على تسخير جهودها وطاقاتها للمساهمة في نشر الأمل والبسمة.

واستعرضت الفرق المهيأة للخدمة المجتمعية والإنسانية، وبدأت بفريق رعاية كبار السن والذي يضم ١٣٠ مستفيداً من كبار السن، و٣٤ متدرّبة تعمل على تقديم الخدمة ضمن المنزل خدمات صباحية ومسائية، وتشمل الخدمة رعاية صحيّة، وعناية شخصية، ونوهت إلى أنه تم تقديم ممكنّات حركية (ووكر، عكاز) إضافة إلى الملابس، وعدّة النظافة الشخصية كاملة من المعقمات، وأشادت بدور فريق الدعم النفسي والمجتمعي المُرافق والمُساهم مع كافة الفرق الأُخرى في بعث الأمل.

ولتوضيح مهام فريق الدعم النفسي قالت فرج: يأتي دورهم في توفير الدعم النفسي ومساندة كبار السن في ظل جائحة كورونا، إضافة لدعم المعاقين الذين يعانون مشكلاتٍ نفسية ( التنّمر)، وكيفية التعامل مع هذه المشكلات وتجاوزها.

وتطرقت منسقة المشروع فرج للحديث عن فريق ذوي الاحتياجات الخاصة والذي يضم /١٢٥/ مستفيداً ، ويعمل الفريق المختص على تقديم الأنشطة الحركية، والسمعيّة، والبصريّة.. فمنهم (ذوو الاحتياجات الخاصة) من تعلّم دق الصوف، والأشغال اليدوية المتنوعة وتمّ تزويد هذه الفئة بمصنفات تحتوي أدوات الرسم من دفاتر وأقلام تلوين، وقصص للقراءة.

وأشارت إلى فريق العناية التمريضية، ويتضمن عدداً من الممرضات المتدربات، أغلب جولاتهم نهاريّة يقدمون خلالها خدمات متنوعة گ(تحليل السكّر لكبار السّن، تبديل ضمادات للحروقِ والجروح، مراقبة الضّغط).

وانتقلت المنسقة للحديث عن فريق صعوبات التعلّم حيث يستقبل كل من هو بحاجة لدعم تعليمي ويتم استقبال المستفيدين في مركز الصعوبات ومقر جمعية الخالد الخيرية، لتغطية أكبر عدد من الأطفال، وتطبّق جميع الوسائل التعليميّة عبر بث مقاطع فيديو تعليمية هادفة، واستخدام المكعبات، والأحرف النافرة.

وحول فريق دعم الصحة النفسيّة للمراهقين، أكدت وجود مشرفين على جلسات الدعم النفسي للمراهق حيث تمّ تقسيمهم إلى مرحلتين المرحلة الأولى بلغ عددهم ٣٢ مستفيداً تراوحت أعمارهم بين ١١-١٤ عاماً، و المرحلة الثانية ٢٣ مستفيداً مع أهالي المراهقين، وتهدف الجلسات إلى بناء شخصيّة سليمة للمراهقين، وكيفية تعامل الأهل مع المراهق، مع إيضاح خصائص هذه المرحلة.

من جهتها عائدة الظّروف أخصائية المعالجة الفيزيائية ومشرفة الفريق المُعالِج بينت دور المعالجة الفيزيائية واستهدافها للنساء فقط من كبار السن، موضحة أن الفريق يُتابع ٥٤ حالة، /٢٤ / منهم من الأطفال وخصوصاً فئة الشلل الدماغي والتي هي أكثر فئة مستفيدة حسب قولها.

وأكدت أن أغلب الجلسات تتم ضمن المنزل، وقسم ضمن مركز خاص للمعالجة، وبينت أنّ كل جلسة تستغرق ساعة وبالنسبة للأدوات التي يتم استخدامها في الجلسة (الدرج ، السلّم الخشبي ، كُرات معالجة ، قفص، وأشارت إلى أن عدد الجلسات خلال الشهر الماضي بلغت (٣٥٧) جلسة.

وحول التحديات التي واجهت سير عمل الفريق أكدت منسقة المشروع أنّ المشكلة الوحيدة هي المسافات البعيدة للمنازل المستهدفة في المشروع، وبالتالي مشقّة كبيرة على مُقدّم الخدمة وخاصةً في ظل هذه الظروف وانعدام الأمن في المنطقة.

الجدير بالذكر أنّ المشروع لاقى ترحيباً واسعاً من قبل الأهالي، وأجمل مافيه ابتسامةٌ رُسمت على وجوه الكبير والصغير.

 

حماة  – يارا ونوس