بين دفّتي «أنثى الظل والضوء»
لايمكن أن تعرف فيينا إلا وتصبح عاشقاً لها، فهي موسوعة الفنون ويحق لها أن نطلق عليها اسم “عاصمة المبدعين”، إذ كيف لمدينة هي قلب أوروبا يطوّق جيدها “الدانوب” الساحر، ومحجة للمبدعين عبر التاريخ، ألا تكون بأكملها متحفاً مفتوحاً في الهواء الطلق؟
الكاتب طلال مرتضى وفي مقدمة كتابه “أنثى الظل والضوء” اعتبر أن تراث فيينا من حقبات التاريخ لا ندّ له، من “موزارت” إلى الحداثة، ومن الآثار القوطية إلى الكلاسيكية.
تحت هذه العناوين أقام المركز الثقافي في أبو رمانة مساء الأحد ندوة حول كتاب “أنثى الظل والضوء” للكاتب السوري طلال مرتضى، بمشاركة عدد من النقاد والفنانين.
الفنان التشكيلي طلال بيطار أكد أن كتاب “أنثى الظل والضوء” إضافة مهمة للمكتبة التشكيلية في سورية، مضيفاً بأن سلاسة التعبير وموضوعيته، إضافة إلى الصور التوضيحية التي أتت كأمثلة وشواهد، كانت من عوامل نجاح الكتاب، منوهاً بأن مرتضى سعى في هدفه الأسمى إلى مد جسور التواصل بين دمشق وفيينا عبر “أنثى الظل والضوء”، وتقديم صورة عن المجتمع النمساوي، حيث لا بد للمغترب أن يتماهى أحياناً مع الثقافة الوافد إليها ويحاول أن يعرّف عن هذه الثقافة برؤية إنسانية مختلفة.
في حين رأى الناقد عمر جمعة أن مرتضى بنى فصول كتابه “أنثى الظل والضوء” على ركنين أساسيين هما محاولة تقديم مقاربة وتجريب نقدي في التجربة التشكيلية النسوية النمساوية، والسعي إلى إنجاز توثيق بيوغرافي، وما بينهما الإجابة وعبر ست عشرة فنانة عن سؤال غياب المرأة الفنانة والمبدعة النمساوية في حقب تاريخية ماضية، مستطرداً: هل يعود هذا الغياب لأسباب دينية أو اجتماعية أو سياسية؟ والأهم: كيف ينظر المجتمع النمساوي للمرأة الفنانة التي لا يمكن إنكار دورها الفاعل في البلاد بعدما أحالتها الحرب يباباً؟.
وأشار جمعة إلى أن مرتضى كرّس الأغلب الأعم من مقولات كتابه لعدد من التجارب الفنية النسوية في النمسا بأغلب مناطقها، لجذب انتباه القارئ إلى بعضٍ من الإنجازات الفنية الغنية.. نمساوية وأجنبية، نهلت من معين الثقافة النمساوية، ولرصد تواتر هذه الحركة النسوية وإرهاصاتها، بما أنها حاضرة الآن وبقوة في المشهدية الفنية العالمية بشكل عام والنمسا بشكل خاص، للوصول بالفعل إلى انعطافة تاريخية مهمّة تتبدى بالسؤال: هل يمكن لهذا الحركة الفنية النسوية أن تؤسّس لحضور مستدام أسوة بمن سبقها في مجالات الموسيقى وعلوم النفس؟.
الأمسية التي أدارتها الإعلامية إلهام سلطان افتُتحت بعرض فيلم وثائقي يعرّف بسيرة الكاتب وأهم أعماله ولوحات الفنانات موضوع الكتاب. الجدير ذكره أن طلال مرتضى كاتب وشاعر سوري وعضو اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين، وقع كتابه هذا في فيينا وله العديد من الأعمال الأدبية كـ”ربيع القوافي، قراءات تغوي الريح، فأر الورق”. وثلاث روايات هي: “كمين، نزاز، العائدون من الغياب”.
البعث ميديا || ليندا تلي