الإعلام والتراث وتحديات العولمة
بدأت فعاليات الندوة السنوية الرابعة للتراث الشعبي “الإعلام والتراث وتحديات العولمة”، التي تقيمها كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة دمشق.
وتحدث نائب رئيس جامعة دمشق الدكتور محمد فراس حناوي عن أهمية التراث في تشكيل الهوية الثقافية في سورية والمنطقة العربية، وفي مواجهة العولمة الحديثة التي تشكل خطراً على الهوية الثقافية، في وقت أخذت الجامعة على عاتقها العمل بكل الإمكانيات لتأمين البنية العلمية المناسبة لدعم الأفكار البحثية الإبداعية بالتعاون والتشارك مع كافة الجهات العلمية.
وبين المحاضر الدكتور عيسى العسافين أن الدول الكبيرة التي ليس لديها تراث تسعى إلى إيجاد التراث وهدف الندوة هو الحفاظ على التراث السوري المادي واللامادي مع التركيز على التراث المادي في ظل الأزمات لاسيما أن الإرهاب هو عدو هذا التراث وما حصل في بغداد عندما دخل الاحتلال الأمريكي لبغداد دليل على الاستهداف الممنهج والذي عمل على ضرب التراث المتمثل بالمتحف الوطني والمكتبة الوطنية في بغداد، وهنا يجب المحافظة على التراث لأنه يمثل الهوية التي تحمينا في عصر العولمة.
وأوضحت الدكتورة أمل دكاك أن ماجستير التأهيل والتخصص في التراث الشعبي يقوم بتوثيق التراث الشعبي بشقيه المادي واللامادي بتكليف الطلاب بمواضيع في جميع أنواع التراث الشعبي مع توثيق الحرف اليدوية والأكلات الشعبية والعادات والتقاليد والتراث الثقافي بكل ما فيه في الوطن حتى تبقى للأجيال القادمة إضافة إلى استفادة جميع المؤسسات والوزارات.
وأشار المحاضر الدكتور سليم بركات إلى أن العولمة والعالمية والعلمنة هي زعامة أمريكية تهدف إلى تخفيف التكاليف وزيادة الأرباح وتقليص الخدمات، وإن اغتصاب إسرائيل لفلسطين هو مشروع اقتصادي يجب على الأجيال أن تكون أشد وعياً وتحقق الذات بالمشروع القومي العربي.
ولفت أمين اللجنة الوطنية لليونسكو في وزارة التربية المحاضر الدكتور نضال حسن إلى أن المعلم في عصر العولمة يجب أن يستند في عمله وسلوكه إلى قاعدة فكرية متينة ويحض على العلم والعمل والأخلاق، ويدرك أن عصر ثورة المعلومات وتقنيات الاتصال المتطورة، فرض تأثيراً عميقاً وشديداً لبعض وسائل الإعلام والاتصال، الأمر الذي انعكس على النظام التربوي، وعلى المعلم مسؤولية كبرى ذات اتجاهين الأول يتلخص في الاستخدام الإبداعي لهذه التقنيات، وتوظيفها بفاعلية لمصلحة العملية التربوية، وتحقيق نوعية تعلم ذات جودة عالية، والثاني يركز على بناء علاقات تشاركية فاعلة بين العاملين في المدرسة والأسرة ووسائط الاتصال، ومؤسسات المجتمع المدني كافة، علماً أن التركيز على تربية الناشئة تربية مجتمعية أمر لابد منه، من خلال تبني استراتيجيات تربوية ثقافية تؤدي إلى نشر الوعي الثقافي والتفكير العلمي، في مواجهة تحديات العولمة والدخول في العصر العالمي الجديد بثقة وثبات، في إطار مجتمع متماسك في بنيته ومنطلقاته.
وأوضح المحاضر الدكتور قاسم الربداوي أن التنمية الثقافية في محافظة درعا وما تتضمنه من محتوى، وشمولية لمختلف أنحاء المحافظة تعتبر من أهم العوامل التي تعمل على إحياء التراث الشعبي، والحفاظ عليه كواحد من مكونات التراث فيها، وشملت المقترحات تعزيز ونشر وترويج الثقافة الشعبية السياحية حيث يتم تعزيز أهمية الشعبة السياحية بالمحافظة لكل ما هو تراثي شعبي ويعبر عن أصالة الشعب، والاهتمام بآثار المحافظة، وتشكيل فرق فنية خاصة ضمن إطار المراكز الثقافية تقوم بالمشاركة الفعالة في مختلف المناسبات، مع الحفاظ على عادات وتقاليد الكرم والشجاعة ومراسم الأعراس.
وحذر المحاضر الدكتور أديب عقيل من العولمة التي اخترقت العادات والتقاليد والثقافة والخصوصية في ظل أن المجتمعات غير مهيأة للانفتاح، حيث عملوا على اختراق الأسر من خلال وضع برامج ومسلسلات مدبلجة بهدف إفساد المجتمع كما أن أمريكا من خلال أساليبها تفرض ثقافتها واقتصادها بسلاح الإعلام “وسائل الاتصال الحديثة” والحصار الاقتصادي.
وشملت المداخلات الاهتمام بالأماكن التراثية وتشكيل هيئات شعبية مسؤوليتها المتابعة والتدقيق والاهتمام بالأماكن الأثرية المهملة.
دمشق- فداء شاهين