محليات

تقنين استخدام “فيس بوك” وتطوير برامج التربية الإعلامية

اختتمت فعاليات الندوة السنوية الرابعة للتراث الشعبي “الإعلام والتراث وتحديات العولمة”، التي أقامتها كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة دمشق.

وتحدث رئيس قسم الصحافة والنشر في كلية الإعلام بجامعة دمشق الدكتور محمد خليل الرفاعي عن عصر التحولات الرقمية والعوامل التي تجعلنا نعيد النظر في الآثار المترتبة على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، حيث إن أكثر ما ينبغي القلق منه هو غياب التواصل الشخصي، وغياب المسؤولية الاجتماعية والضبط الاجتماعي ما يفضي إلى النقاشات البعيدة عن احترام الآخر، ونشر الشائعات وانعدام الخصوصية، وعزل الشباب والمراهقين عن عائلاتهم، كما أدى استخدام فيس بوك إلى تدمير العلاقات الأسرية وتشتيتها بالطلاق والخيانات أو الانعزال.

ودعا الرفاعي إلى عدم ارتباط الوزارات والمؤسسات بالفيس بوك بل نشر الأخبار والقرارات وغيرها على الموقع الالكتروني للوزارة على الانترنت، وخاصة أن فيس بوك مخترق ويسهل تزييف المعلومات، وهنا يجب على الأفراد استخدام الفيس بوك بشكل صحيح ومقنن بدلاً من الإدمان في الاستخدام الذي يسبب مخاطر نفسية وعقلية واضطرابات، مع التأكيد على التحصين من خلال الوعي تجاه هذه الظاهرة الدخيلة على المجتمع، علماً أن نسبة مستخدمي موقع فيس بوك في الوطن العربي خلال الربع الأول من العام الحالي بلغت حوالي 145 مليوناً، أما في سورية 8 ملايين مستخدم.

وبين رئيس قسم الإعلام الالكتروني في كلية الإعلام الدكتور لؤي الزعبي ضرورة أن ينصب اهتمام المتخصصين في التراث الشعبي وفي مراكز التوثيق والأرشيف على توظيف تكنولوجيا المعلومات في أنشطتهم المهنية، لتلبية احتياجات المستفيدين من التراث والوثائق، ونشر الوعي بأهمية الدور الذي تؤديه المؤسسات الثقافية التراثية والأرشيفية في المجتمع، مع إنشاء موقع متخصص أو منصة متخصصة بأرشفة التراث الرقمي واستخدام إمكانيات ومزايا الوسائط المتعددة، إضافة إلى إنشاء بنك وطني لأرشفة الموجودات الأثرية رقمياً، لاسيما من خلال إنتاج الأفلام الوثائقية التي تعالج موضوعات التراث الشعبي الغني في مجتمعنا، إضافة إلى التواجد في البيئة الرقمية والاستفادة من التجارب الفردية، ويمكن أن تلعب وسائل الإعلام الحديثة دوراً مهماً في ربط مختلف الجهات المعنية والمهتمة بالتراث ببعضها، فيمكن نشر موضوعات إعلامية تتحدث وتعرض كيفية العمل على الاستفادة من المبادرات الشخصية التي يقوم بها الأفراد على صفحات فيس بوك في نشر مختلف الموضوعات المتعلقة بالتراث الشعبي.

وأشار المحاضر الدكتور محمد الطاغوس إلى ضرورة محو الأمية الإعلامية والعمل على تطوير البرامج التربوية الإعلامية التي تعنى بتنمية المهارات من أجل فهم الرسالة الإعلامية وتفسيرها والوعي بدوافعها وصولاً إلى تمكين ثقافة إعلامية مستنيرة قادرة على مواجهة الإعلام المعولم.

وبينت الدكتورة أمل دكاك أهمية تفعيل دور الأسرة والأنشطة في المدارس لترسيخ قيم التراث وقيم حب الوطن، وحذرت من أفلام الكرتون التي أثرت سلباً في الأطفال وجعلتهم غير مبالين وفاشلين في الدراسة، كما أكدت أننا في وقت يجب أن تتكاتف فيه جهود جميع المؤسسات المعنية للحفاظ على التراث، علماً أن ماجستير التأهيل والتخصص في التراث الشعبي يقوم بتوثيق التراث الشعبي بشقيه المادي واللامادي بتكليف الطلاب بمواضيع في جميع أنواع التراث.

دمشق – فداء شاهين