مزارع ينتج السماد العضوي من الفضلات في ريف القرداحة
يسعى المزارع السوري لتذليل كل الصعوبات التي تعترض إنتاجه الزراعي، ومنها ندرة الأسمدة وصعوبة الحصول عليها بفعل الحصار الجائر، وهكذا المزارع فؤاد معروف من قرية يرتي في ريف القرداحة الذي ينتج سماداً عضوياً يسمّى الفيرمي من الفضلات التي تضعها الديدان، وهو سماد ذو فائدة كبيرة للنباتات ويزيد من إنتاجيتها بشكل ملحوظ ويعتبر بديلاً ومنافساً للسماد الكيماوي.
في لقاء “البعث ميديا” معه شرح المزارع فؤاد تجربته التي تحوّلت إلى شغف حيث يقول:
هذه الفكرة أتت عندما لم نستطع الحصول على الأسمدة الكيميائية وفقدت في السوق، وهنا بحثت عن بديل وكان البديل تربية الديدان، حيث تواصلت مع أشخاص منهم من مصر ومن دمشق واستفدت من تجربتهم، بدأت بشراء 2000 دودة ووضعتهم في أحواض تحوي الكمبوست، ووضعنا للديدان فضلات منزلية عضوية أو بقايا أشجار ضمن ظروف مناسبة من رطوبة ودفء ودرجة حموضة، كل دودة تضع شرنقة تحوي على الأقل دودة وبالتالي يتضاعف العدد شهرياً وقد وصلت اليوم إلى ما يقارب 50 ألف دودة، نقوم بخلطه وتقليبه من فترة لأخرى حيث تقوم هذه الديدان بحفر أنفاق وتتغذى على البيئة التي توضع فيها وتضع سماد الفيرمي وهو سماد بكتيري نقي، وإذا قامت الديدان بالتغذي على البيئة الموضوعة فيها بشكل كامل يتحول إلى سماد يسمى الكاست وهو الأفضل إطلاقاً.
وعند سؤاله عمن يقدم لهم الدعم قال : لا نحصل على أي دعم ومنتجو هذا السماد لم يستطيعوا الحصول على ترخيص لعملهم.
توجهنا بسؤالنا إلى الدكتور سائر برهوم، قسم الاقتصاد الزراعي في كلية الزراعة – جامعة دمشق، وهو مهتم ومطلع بشكل مباشر على مثل هذه التجربة فقال: إنتاج سماد الفيرمي يحقق جدوى اقتصادية وقد قمتُ بدراسة اقتصادية علمية لتجربة إنتاج الفيرمي، و هو ذو جدوى اقتصادية كبيرة على كافة الأصعدة وتختلف تكلفته حسب حجم المشروع، حيث يعود على المزارع بربح سواء من إكثار الديدان أو إنتاج الفيرمي أو الاثنين معاً، أما فوائده الاقتصادية ومردوده على المزارع فحسب الدراسات و الأرقام فإن سماد الفيرمي يزيد الإنتاج بنسبة من 50-70% وبالتالي سيزداد العرض من المنتجات وهذا سيغطي النقص ويؤدي إلى انخفاض الأسعار، ما سيوفر على الدولة الأموال التي تدفع لتوفير ودعم الأسمدة.
وعن فوائده للبيئة فهو سيحل كمنافس للسماد الكيميائي، ويخلص البيئة من أضراره، وستكون المنتجات الزراعية قيمتها الغذائية عالية وآمنة على صحة الإنسان عكس الأسمدة الكيميائية.
كما أشار إلى أنه مهتم ومتابع لهذا المشروع لأنه يقدم فرصة هامة للقطاع الزراعي وأمل أن يحصل على الدعم، ونوه إلى أنه حظي باهتمام وزير الزراعة، وتم طلب عينة للتحليل من أجل معرفة العناصر التي يتكون منها، ولكن حتى الآن لم يعلموا بنتيجة الاختبار وهم بانتظارها، وطالب إن تم رفض المشروع أن يكون ذلك وفق مستند علمي بأدلة علمية وبراهين، حيث إنه موجود ومعتمد في العديد من الدول.
اللاذقية – أريج معروف