مهندسة تجتهد في مشروعها الصغير..تصنع وتسوق إنتاجها
البعث ميديا || طرطوس – دارين حسن
في ظل الأوقات والظروف الاقتصادية العصيبة التي تعصف بيوميات حياتنا، بات البحث عن تأمين مورد رزق أساسي أو إضافي هو الشغل الشاغل للكثير من المواطنين لتحقيق مدخول مادي يساعد ولو بالحد الأدنى في تأمين مستلزمات العيش الكريم الذي تضاعفت فاتورته اليومية إلى حد حذف الكثير والاستغناء عن العديد من المنتجات في ظل تدهور القدرة المعيشية للأسر السورية عموما.
وللتغلب على ظروف الحياة التي أرهقت الكثيرين، اجتهدت المهندسة لميس زمريني في مشروع خاص بها، حيث بدأت حديثها لـ”البعث ميديا” بالفكرة التي انطلق منها مشروعها المتواضع قائلة: كان لارتفاع أسعار المنظفات “المعبأة” بشكل كبير ولافت دورا في ظهور مشاريع صغيرة خلال الأزمة التي تمر بها بلدنا وانعكاس تداعياتها على أسعار جميع المواد والسلع الضرورية والكمالية في حياتنا، فكان إيجاد مشروع صغير يحقق الغاية للمصنع والزبون بآن واحد لجهة تحقيق مورد رزق وتلبية احتياجات المستهلك بالكمية التي يريدها، لافتة إلى الأهمية الكبرى للمنظفات والتي لا غنى عنها في كل بيت ومطعم ومشفى، فهي كالطعام اليومي بالنسبة للإنسان وللمكان المتواجد به.
تلبية الاحتياجات
وحول أهمية المشروع أفادت زمريني: تكمن أهمية مشروعي من تلبية احتياجات كل بيت سوري بمنتجات المنظفات المختلفة بجودة ممتازة وسعر مقبول، بدأت الفكرة منذ ثلاث سنوات تقريبا، بعد انفصالي أصبحت مسؤولة عن ثلاثة أطفال، وصحيح أنني مهندسة موظفة وأملك شهادتين بالهندسة إلا أنني لم أجد فرصا للاستفادة منهما، والوظيفة كما يعلم الجميع”لا تطعم خبزا” فبدأت البحث عن مشروع يفيد الناس ويحقق مورد مادي، فكان المنظفات التي لا غنى عنها “كما أسلفنا”، حيث تعلمت الصناعة على يد اثنين من الكيميائيين، الكيميائية الراحلة سماح السيد والكيميائي إبراهيم البيطار.
وحول المواد المستخدمة والتسعير، بينت زمريني أن المواد المستخدمة تختلف بحسب المنتج، أغلبها مواد منظفة فعالة مثل تكسابون وبتائين وكمبرلان وأمين أوكسايد وكوستيك وزفتة…. إضافة إلى مواد محسنة مثل تكسابون مقصب وغليسيرين وسيليكون منعم ومواد مزيلة لعسارة المياه مثل / edta/ ومواد حافظة مثل بارميتول ومورمول وأصبغة وعطور، موضحة أن المواد يتم تأمينها من شركات بدمشق ومن طرطوس، ويتم التسعير حسب المواد الداخلة في تركيب تلك المنتجات، فيتم احتساب أسعار جميع المواد الداخلة بتركيب المنتج ويتم تقسيم الناتج على كمية المنتج لنحصل بالنتيجة على سعر الكيلو، مبينة أن من يحدد الأسعار هو أسعار المنتجات المنافسة بالسوق وأسعار المواد الداخلة بتركيب المنتج والشركة المستهدفة.
استهداف ذوي الدخل المحدود
وعن المنتجات المصنعة والتسويق، لفتت زمريني إلى أنها تقوم بصناعة كافة أنواع المنظفات من كلور وفلاش وسائل الجلي والجيل الأخضر والجيت القاشط ومعطر الأرضيات ومسحوق الغسالات، كذلك منتجات العناية بالشعر من شامبو وزيت سيروم وبلسم، إضافة إلى منتجات العناية بالجسم من شامبو وصابون وسائل ومرطبات ومغذيات للبشرة، ويتم التسويق الكترونيا من خلال صفحة على الفيس بوك ومن خلال الأصدقاء والأقارب والمعارف والجيران وزملاء العمل، مبينة أن الاستهداف هو لذوي الدخل المحدود الذين يبحثون عن الجودة مع سعر مقبول، وتصل كمية الإنتاج وسطيا إلى/ 15 / كيلو، وتختلف الكمية باختلاف الطلب على منتج ما، فمثلا الطلب على سائل الجلي أكثر منه لمعطر الأرضيات.
وعن المبلغ المادي الذي يحتاجه الشخص ليبدأ مشروعه، قالت زمريني: يحتاج الفرد حاليا إلى مبلغ بحدود المليون ليرة، وبالنسبة لي بدأت العمل بمبلغ مئة ألف وكانت البداية بصنع سائل الجلي والكلور والفلاش ومعطر الأرضيات، ورويا رويدا بدأت صناعتي تتوسع وتزداد انتشارا، وكل فترة كنت أضيف منتج جديد لعائلة المنظفات التي أصنعها، إلى أن وصلت حاليا إلى إنتاج جميع أنواع المنظفات ومنتجات العناية بالبشرة والشعر، ولفتت زمريني إلى عدم وجود أي جهة مولت المشروع، واعتبرت أن المشروع مربح ماديا، لكن الأهم أن يدرك الشخص كيف يتم مزج المواد للحصول على خلطة آمنة للاستخدام المنزلي” آمنة لليدين والجسم والشعر”.
تسهيل شروط الترخيص
صعوبات العمل أوجزتها زمريني بارتفاع أسعار المواد التي تتغير كل يوم، تلك الارتفاعات المتتالية لا يمكن التغلب عليها، كذلك انقطاع بعض المواد، فهي غير متوفرة في السوق وحتى بكامل سورية إضافة إلى صعوبات الترخيص، مشيرة إلى أنه ومنذ عام تحاول الحصول على رخصة ويوجد قرار للرخص المؤقتة لمدة سنتين لكن القرار تم إلغاؤه مؤخرا على الرغم من دعم الحكومة للمشاريع التنموية الصغيرة والمتوسطة، راجية دعم أكبر لتلك المشاريع قولا وفعلا وتسهيل أكثر لشروط الترخيص…!
تعلمي حرفة
وفي ختام حديثها وجهت زمريني كلمة للنساء السوريات أن يعلمن بناتهن حرفة ليكن لديهن أكثر من دخل مادي، فيدخلن السوق بحرفة صغيرة ” كصناعة الشمع والصابون والتحف …” معتبرة أن الاستقرار المادي مهم جدا، والشخص نفسه هو الذي يحققه باجتهاده ومتابعته وإيمانه وحبه بالعمل.