دوليسياسة

منظمة “الأمن الجماعي” تقطع الطريق على أمريكا

تسعى الولايات المتحدة الأمريكية للسيطرة على الأنظمة السياسية لمجموعة الدول المستقلة لمحاصرة روسيا، وتأمين تدفق الغاز إلى أوروبا وعن طريقها لاستمرار السيطرة الأمريكية على منابع الطاقة في العالم، وهو يعني حتماً سيطرة سياسية على الدول المنتجة والمستهلكة للغاز. وفي سبيل ذلك كرّرت المشهد نفسه الذي أحدثته في أكثر من مكان في العالم من أجل زعزعة استقرار الدول بالقوة ليتبعه توسع الاحتجاجات في عدد من الدول المجاورة. ولكن سرعة الاستجابة الروسية بتلبية الدعوة التي وجهها رئيس كازاخستان بتوفير الدعم الأمني لقواته، في محاولة لاحتواء الأزمة، في إطار منظمة “الأمن الجماعي” الإقليمية قطعت الطريق على الولايات المتحدة لإتمام مخططها التخريبي.

لقد وضع لكازاخستان مخطط أمريكي منذ زمن بعيد، ولكن التنفيذ تأخر ويبدو أن قدرها أن تبتلي بموجة من العنف بدأت بسرعة، وانتهت بسرعة أكبر بفضل التعاطي السريع لمنظمة “معاهدة الأمن الجماعي” التي سيطرت على الموقف وقطعت الطريق على المطامع الأمريكية، والمعارضة الخارجية التي حاولت استغلال الوضع في حالة مشابهة لمقدمات الثورة الملونة في أوكرانيا، وما حصل في أكثر من مكان في العالم لا سيما في المنطقة العربية تحت ما سمي بـ”الربيع العربي”، حيث كان وراءها جهة واحدة هي الولايات المتحدة الأمريكية التي تسعى إلى زعزعة الاستقرار في العالم عن طريق الوكلاء من أجل فرض شروطها وأجنداتها الاقتصادية منها والسياسية.

من خلال مجريات الأحداث في كازاخستان يظهر أنها محاولة مستوحاة من الخارج من أجل زعزعة استقرار البلد بالقوة. فقد نشرت وسائل إعلام كازاخية اعترافات أحد الأجانب المحتجزين – شارك في أعمال الشغب الأخيرة- حيث أكد أنه قدم إلى مدينة ألما أتا مقابل 200 دولار، وأنه اجتمع مع أشخاص من جنسيات مختلفة من طاجاكستان وقيرغيزستان حيث طلبت منهم الجهة المجهولة التي استقدمتهم الخروج في الاحتجاجات التي تحولت فيما بعد إلى أعمال شغب وفوضى.

إن موقف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا يثبت تورط هذه الدول في تأجيج الأحداث، كما أن التجارب السابقة وفي أكثر من بقعة في العالم وفي جميع القارات أثبتت الولايات المتحدة وبالدليل القاطع كذبها وزيف ادعاءاتها علناً، لأنها قامت سابقاً بنقل مجموعات إرهابية من أكثر من مكان في العالم لإثارة أعمال الشغب وزعزعة الاستقرار، حيث باتت هذه المجموعات تأتمر بأوامر الولايات المتحدة، وهي مجموعات تحت الطلب أصبحت متمرسة في مثل هذه الأعمال، وفي كل مرة يتم تغيير اسمها بحسب الهدف الذي تعمل لأجله، وتنظيم “داعش” الإرهابي والمجموعات المرتبطة به خير دليل على ذلك..

د. معن منيف سليمان