(حسي رع).. أول طبيب أسنان في التاريخ
اشتهر (حسي رع) بأنه أول طبيب أسنان في العالم، وهو أحد كبار رجال الدولة في عصر الملك (نترى خت) من الأسرة الثالثة في الدولة القديمة.
حمل (حسي رع) العديد من الألقاب، منها: كبير أطباء الأسنان، والمشرف على الديوان الملكي، والمقرب من الملك، فقد عثر على مقبرته وكانت تحتوي لوحات خشبية نقش عليها نقشاً بارزاً، وعرفت هذه الألواح باسم (ألواح حسي رع) ويعرض منها ثلاثة في المتحف المصري، ومن أهم ألقاب (حسي رع) لقب (رئيس العشرة) وهو لقب مرتبط برئيس الكهنة (بحورس) فما هي (العلوم الملكية) التي كان (حسي رع) يعمل نجاراً فيها.
لقد كانت وظيفة نجار العلوم الملكية هي أن يقوم بإعادة صياغة العلوم الكونية والوصول إلى كيفية تطبيق هذه العلوم في عالمنا، كان هذا دور (حسي رع) فهو العقل المدبر الذي استطاع الاطلاع على ما لدى الملك من علوم كونية وتحويلها إلى تطبيقات هندسية، وإليه يعود الفضل في إرساء القواعد الأساسية لعلم الهندسة المعمارية في مصر القديمة، بل إن هناك من يفترض أن (حسي رع) هو العقل المفكر الذي أبدع التقييمات المعمارية لكل أهرامات مصر ورسم خطة معمارية كبرى نفذتها من بعده أجيال طويلة إلى أن اكتملت منظومة بناء الأهرام في مصر بتشييد أكثر من 100هرم.
يقول عالم الكيمياء الفرنسي (لوبيز): إن لقب نجار العلوم الملكية هو أغرب الألقاب التي تصادفنا في الحضارة المصرية، وله مغزى عميق جداً ويدل على المكانة الرفيعة التي وصل إليها هذا الرجل الحكيم طبيب الأسنان (حسي رع)، فهو العقل الذي يلعب دور الوسيط بين عقل الملك الذي يحوي العلوم الكونية المجردة والعالم المادي الذي نعيش فيه.
إعداد: د.رحيم هادي الشمخي